ش الاحتباس البولي من الحالات الطارئة التي قد تصيب الأطفال والرجال في كل الأعمار مسبباً لهم الألم والقلق والاحباط والتي تستدعي معالجة فورية ثمة أسباب لتلك الحالة الشائعة عند الشباب والرجال أبرزها التهاب البروستاتا الحاد وضيق الأحليل أو تواجد حصوة أو جسم غريب داخله قد يكون المريض أدخله بنفسه أو تضخم البروستاتا الحميد أو الخبيث أو ضيق في عنق المثانة أو سرطان في الاحليل أو أمراض عصبية تصيب المثانة مسببة خللاً في وظيفتها وتخاذلاً في تقلصاتها الارادية أو وجود حصوات مثانية تغلق عنقها، وفي جميع تلك الحالات يشعر الرجل بالالحاح إلى التبول مع عدم قدرته على ذلك الا ببعض القطرات أحياناً وتنتابه الآلام الحادة فوق العانة أو في العضو التناسلي أو في العجان أو حول الشرج مع أو بدون حدوث الحمى والقشعريرة والغثيان والقياء. ومن أكثر الأمراض التي تسبب الاحتباس البولي عند الشباب وأحياناً عند المسنين من الرجال التهاب البروستاتا الحاد الذي قد يبرز فجأة نهاراً وليلاً ويتمثل في أول مراحله بوجع وحرقان شديد أثناء التبول مع ألم في المثانة والعضو التناسلي يليها الاحتباس البولي أحياناً مع حمى وتعب جسدي ووهن وامساك وتعرق وقلق ورغم كل المحاولات منها الافراط في شرب السوائل واستعمال حمام المقعدة الساخن يعجز المريض على التبول فيقصد غرفة الطوارئ حيث يعاينه اخصائي جراحة المسالك البولية والتناسلية ويستوجبه حول أعراضه وامراضه السابقة وحول العقاقير التي يتناولها والتي قد تساهم في حدوث حالته هذه ويجري عليه فحصاً سريرياً كاملا مع احيانا فحص البروستاتا بلطف بالاصبع عبر الشرج وتحديد مدى انتفاخ المثانة بالبول وجس الأحليل لاستثناء وجود حصوة أو جسم غريب داخله وفحص الشرج والمستقيم لاكتشاف اي شق أو بواسير متخثرة فيها، وبعد استكمال الفحص السريري وحسب اشتباه الطبيب المعالج وتشخيصه بسبب الاحتباس يجري إدخال قثطار عبر الاحليل أم في حال تأكيد وجود التهاب حاد في البروستاتا عبر الجلد فوق العانة إلى المثانة تحت تخدير موضعي ويفرغها ببطء على مراحل متتالية ويقوم بمزرعة البول وفحصه مجهرياً واجراء تحاليل مخبرية على الكريات البيضاء في الدم وحول وظيفة الكلى، ويستهل المعالجة الفورية بالمضادات الحيوية وريديا بعد استشفاء المريض لمدة يومين أو ثلاثة حتى تستقر حالته يتبعها بالعلاج بالمضادات الحيوية بالاقراص عبر الفم حسب حساسية الجراثيم لها بناءً على المزرعة البولية وذلك لمدة حوالي اسبوعين أو ثلاثة.. وبعد حوالي 3 أيام من القثطرة يباشر الطبيب سحب القثطار من المثانة بعد التأكد من نجاح التبول الطبيعي. وأما عند الرجال المسنين فأبرز سبب لحصول الاحتباس البولي يعود إلى تضخم البروستاتا الحميد الذي يعصر الاحليل الذي يعبرها مع اغلاقه كاملا، والتي تحصل بنسبة 5٪ إلى 10٪ من تلك الحالات، ويسبق عادة هذا الاحتباس صعوبة وتردد في التبول مع الاخفاق في تفريغ المثانة والشعور بالالحاح والتكرار البولي نهارا وليلا والحاجة إلى ضغط عضلات البطن عند التبول والتقاطر أو السلس البولي بسبب فائضه من المثانة، تعالج تلك الحالات بادخال قثطار عبر الاحليل أو الجلد فوق العانة تحت تخدير موضعي مع تفريغ المثانة رويدا من البول لتفادي حصول بيلة دموية واجراء التحاليل المخبرية على البول ومزرعته وعلى وظيفة الكلى ومعدل (PSA) في الدم وقبل ادخال القثطار. ويعالج المريض بمحصرات الفا واحد فئة ألف للجهاز العصبي الودي مثل التمسولوسين او الفوزوسين وذلك لمدة 4 إلى 7 أيام يتبعها سحب القثطار من المثانة وتحديد قدرة المريض على التبول بدون حصول كمية عالية من البول الثمالي داخلها بعد الانتهاء من التبول بواسطة استعمال الأشعة الصوتية عليها قبل وبعد تفريغها وفي حال نجاح المريض في التبول الذي يحصل بنسبة حوالي 50٪ من تلك الحالات يعالج بمعصرات الفا واحد مع عقار «فينبتيرايد» أو «دوتستيرايد» في حال كانت البروستاتا ذي حجم كبير وذلك بطريقة مستمرة يوميا لعدة سنوات للوقاية من معاودة الاحتباس البولي وتفادي ضرورة إجراء عملية جراحية استئصالية للبروستاتا بواسطة تنظير القطع أو الليزر التي قد يحتاج اليها بعض المرضى اذا ما فشل العلاج الدوائي المباشر او على المدى الطويل على التبول الطبيعي.