عم حسن رجل بالثالثة والستين من عمره الشيب يكسو شعره والتجاعيد وضعت بصماتها على وجهه، تعيش معه زوجته خديجة الكبيرة بالسن، في صباح اول ايام عيد الفطر ارتدوا ملابسهم الجديدة عم حسن لبس الثوب والغترة واصالة الملبس ظهرت بمشلحه الأسود اللون وخديجة لبست الثوب المفصل بقماش متعدد الالوان وذهبوا لأداء صلاة العيد في مصلى العيد وصلوا لساحة المصلى ولكن لا يوجد مصلى الارض خالية الهواء يحرك الرمال وصوته يصدح بالاذان دهشوا ونظروا يمين ويسار لم يروا الا تطاير الغبار رجعوا الى منزلهم وبالطريق الدموع تسيل على خدهم وذكرى مصلى العيد بالاعوام السابقة لا يفارق ذاكرتهم تذكروا الناس الكبار والاطفال والحركة في كل مكان والتكبيرات تعلو في جميع الارجاء، وصلوا لمنزلهم اشعلت خديجة البخور بجميع ارجاء المنزل استعداداً للمعايدين وعملت خديجة القهوة ووزعتها على دلتين واحدة للرجال وواحدة للنساء، والحلويات بألوانها الزاهية موضوعة في جميع الجهات عم حسن وخديجة جلسا بصالة المنزل ينتظران المعايدين، الساعة تشير التاسعة صباحاً وعم حسن وخديجة ينظران الى بعض وعلامات الاستفهام تدور بعقليهما واجابات تلوح بعقليهما ننتظر ربما يأتي المهنئون بعد قليل، سمع عم حسن صوت طرقات خفيفة على الباب ذهب لفتح الباب لم يجد احداً وجد قطة تصرخ تستنجد شعر انها جائعة ذهب عم حسن ليحضر لها الطعام ونظر لحلوى العيد بحزن واحضر الطعام من المطبخ واعطاه للقطة واغلق الباب بحسرة، رجع عم حسن والأسى يرتسم بوجهه سألته خديجة من طرق الباب رد عليها قطة جائعة، عقارب الساعة تشير العاشرة صباحاً القهوة بردت كبرودة القطب الجنوبي والفناجيل تنتظر صحوة من سبات عميق، عم حسن مل الانتظار وفجأة رنين جواله يطرد الصمت مسك عم حسن جواله ورأى رسالة تهنئه من صديقه حمد قرأها بصوت عالٍ والحسرة تملأ قلبه وقال: لا اريد رسالة او اتصالات العيد تهنئة بالأيادي وحضور يفرح فؤادي، خديجة رأت الحزن الظاهر على وجه زوجها واثرت الصمت وتمنت احداً يطرق الباب ليهنئ ويتواصل بروح رائعة وليسعد زوجها وليشعران بجمال العيد وروعته وقالت ياحسن هل تذكر العيد بالأعوام السابقة بيتنا لا يهدأ من الرجال والنساء والاطفال والقهوة اعملها بكل لحظة والحلوى تلامسها ايادي الكبار والاطفال هل تذكر بابنا كان لا يقفل الكل يأتي ويذهب قال عم حسن اه يا خديجة ذكريات ابدا من العقل لا تذهب لكن لا تتعجلي ربما يأتي المهنئون الآن، عقارب الساعة تمضي وعم حسن وخديجة ينتظران المهنئين يطرقون باب منزلهما الساعة تشير الى الحادية عشرة صباحاً وفجأة شخص يطرق باب المنزل الفرحة ظهرت على وجه عم حسن وخديجة ذهب عم حسن مسرعا لفتح الباب ووجد شخصاً يتكلم بلغة عربية غير واضحة تبدو عليه ملامح شخص اجنبي سألة عم حسن ماذا تريد؟ قام الشخص بأعطائه ورقة مكتوب عليها من صديقه طارق استلمها وشكر الشخص، فتح عم حسن الورقة قرأها ووجد انها تهنئة ورقية سألت خديجة اين الضيف لماذا لم يدخل، لم يجاوبها عم حسن انما اعطاها ورقة التهنئه وقرأتها خديجة، خيبة أمل سكنت بقلب عم حسن وخديجة واصوات الصغار بطلب العيدية يصول ويجول بذاكرتهم والقهوة كيف كانت زمان تنتهي بسرعة والآن اصبحت تمثالاً والحلويات لم يأخذها لا اولاد ولا بنات إنما اصبحت طعاماً للديدان والبخور رائحته فقدت من طول الانتظار بدت الحسرة واضحة على ملامح عم حسن وخديجة قال عم حسن يا خديجة عيد رسائل وورق قالت خديجة يا حسن الكل بالعيد افترق قلب عم حسن وخديجة بنار زمن العيد الحديث احترق فعلا عيد الكل عن بعض افترق، عيد اتصال او رسالة جوال او رسالة انترنت او رسالة من ورق، هلموا يا اخواني نعيد عيد زماني.