يقول باحثون ان جميع الدراسات التي أجريت حول العنف وأفلام الفيديو تؤيد النتيجة التي مفادها أن العنف في ألعاب الفيديو من شأنه أن يزيد من معدلات السلوك العدواني في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وبصفة خاصة لدى الذكور.. وتشير تحليلات لدراسات أجريت على مدى عشرين عاماً إلى أن تلك الآثار يمكن أن تكون فورية وطويلة الأمد في آن معاً. فقد كانت جيسيكا نيكول من جامعة سانت ليو بمدينة سانت ليو في ولاية فلوريدا ضمن الفريق الذي أجرى الدراسة، حيث أدلت بتصريحات صحفية جاء فيها: «إن معظم الدراسات تدل على أن هنالك تأثيرات». وقد أوضحت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين ظلوا يمارسون ألعاب الفيديو المشتملة على مشاهد عنيفة لمدة تقل عن عشر دقائق ثم أخضعوا لاختبارات تقييم الحالة المزاجية بعد الفراغ من اللعب بفترة وجيزة قد تم تصنيفهم على أنهم لديهم خصال وممارسات عدوانية وأنهم ينزعون إلى الافتئات والتعدي. وأفاد مدرسو 600 طالب في الصفين الثاني والثالث المتوسط ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً بأن الأطفال الذين أمضوا وقتاً أطول في ممارسة ألعاب الفيديو المنطوية على العنف كانوا أكثر ميلاً للتهجم والاعتداء بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال، كما انه تزداد لديهم احتمالات العراك والشجار مع المدرسين والمسؤولين والكبار، ومع الطلاب الآخرين. وكانت هذه النتائج التي تم استعراضها في أحد الاجتماعات السنوية للجمعية الأمريكية لعلم النفس قد دفعت المجتمعين إلى تبني قرار يقضي بالتوصية بضرورة تقليل جرعات العنف في أفلام الفيديو ومنتجات الوسائل التفاعلية التي يتم تسويقها والترويج لها في أوساط الناشئة والشباب. ومضى الاتحاد يقول في بيان أصدره: «علاوة على ما تقدم، يود الاتحاد الأمريكي لعلماء النفس أن يحض الآباء والتربويين ومقدمي خدمات الرعاية الصحية على مساعدة الشباب على تبني الخيارات القائمة على معلومات وافية فيما يتعلق بالألعاب التي ينبغي ممارستها». وأردف الاتحاد بقوله ان ألعاب الفيديو تروج للقدوة السيئة وقد تكون مثيرة بصفة خاصة وذات نفوذ وتأثير، لاسيما وأن من يمارسون تلك الألعاب يتقمصون أدوار الأبطال والأنذال والأوغاد فضلاً عن لعب أدوار العنف وغيرها. وأضافت المجموعة قائلة ان مقترفي أعمال العنف يفلتون من المحاسبة ولا يقعون تحت طائلة العقاب في 73٪ من مشاهد العنف بتلك الألعاب.. وفي تعليق على ذلك، تقول اليزابيث كارل، وهي أخصائية علم نفس ساعدت في تسيير أعمال اللجنة التابعة للمجموعة حول العنف في أفلام الفيديو ومنتجات الوسائل التفاعلية: «انه من خلال عرض أعمال العنف بدون الآثار المترتبة عليها قد يفهم الشباب أن العنف وسيلة ناجعة وفعالة لفض النزاعات وحل الخلافات». أما نيكول، فقد قالت في مقابلة أجريت معها ان حفنة فقط من الدراسات التي قامت باستعراضها مع زملائها وزميلاتها هي التي خلت من وجود علاقة بين العنف وأفلام الفيديو المنطوية على مشاهد العنف. ويشار إلى أن هذه النتائج جاءت مماثلة للنتائج التي تم التوصل إليها بخصوص مشاهد العنف في البرامج التلفازية.. فقد عكف جواكيم فيريرا وزملاؤه بجامعة كويمبرا في البرتغال على إجراء دراسة شملت أكثر من 800 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و14 سنة فتوصلت الدراسة إلى أن أكبر عامل للربط بين العنف في البرامج التلفازية والممارسات العدوانية الفعلية هو فهم الطفل لمصطلح العنف. ففي مقابلة أجريت حول النتائج التي تم استعراضها في اجتماع الاتحاد الأمريكي لعلماء النفس، صرح فيريرا قائلاً: «إن المحك في هذا الصدد هو الكيفية التي تتناول بها مفهوم العنف وكيفية التعامل مع الأطفال ومساعدتهم على فهم حقيقة العنف». وطرح فيريرا رؤيته شارحاً رأيه بقوله ان الآباء بمقدورهم الجلوس مع أطفالهم كي يشرحوا لهم أفلام الكرتون أو البرامج التلفازية - الأمر الذي يتطابق مع رؤية الاتحاد الأمريكي لعلماء النفس والمجموعات الأخرى في هذا الصدد، حيث يوصي أيضاً بذلك، بيد أن الأمر يعد أكثر صعوبة فيما يتعلق بألعاب الفيديو كما يرى فيريرا، الذي يستطرد قائلاً: «إنك جزء من العملية، فأنت تشارك في العنف وتتورط فيه لأنك تقترف أعمال العنف».