هناك اضطراب يحدث أثناء النوم يعرف "بمتلازمة الرأس المنفجر" وهو خطل نومي يشكو فيه المصاب من سماع صوت انفجار داخل الرأس أو ضوضاء عالية وصوت مزعج داخل الرأس خلال النوم وهي في العادة ليست مؤلمة ولكنها تبعث على القلق عند المصاب بالرغم من أنه لا توجد لها مضاعفات طبية وتزداد الحالة مع التوتر أو السهر. ويعاني البعض الآخر من وجود وميض ضوئي قوي كالبرق داخل الرأس وقد يعاني المريض من كلتا المشكلتين: الانفجار والضوء. وهذا الاضطراب يحدث عادة عند بداية النوم وقد يتكرر عدة مرات في الليلة مما يسبب القلق للمصاب والخوف من النوم. ويعتقد أن هذا الاضطراب يصيب السيدات متوسطات العمر بشكل أكبر من الرجال. ويعتقد البعض أن الأوعية الدموية انفجرت في دماغه أو أن هناك نزيف أو روم في المخ. * ما مدى شيوع هذا الاضطراب؟ - ولا يعرف مدى شيوع هذا الاضطراب وقد رأيت حالات قليلة منه ولكن يعتقد أنه موجود بين المرضى ولكن لا يتم تشخيصه في أغلب الحالات. ويتكون العلاج في الأساس من طمأنة المصاب أنه لا توجد مضاعفات لهذا الاضطراب على الجهاز العصبي أو الأعضاء الأخرى. وتوجد بعض العقاقير التي يمكن استخدامها لعلاج الاضطراب. وكان يعتقد سابقا أن هذا الاضطراب يصيب متوسطي العمر فقط (في الخمسينيات من العمر)، ولكن دراسة حديثة بينت أنه يوجد عند الشباب كذلك. ففي دراسة جديدة نشرت في مارس 2015 ونشرت في مجلة J Sleep Research حيث سُئل 211 طالباً حول ما إذا كانوا قد مروا بمثل هذه الأعراض في أي وقت مضى من حياتهم، وأجاب 18 في المئة منهم بنعم. ولكن عينة الطلاب قد لا تعكس شيوع الاضطراب بشكل دقيق لأن فئة الطلاب عادة هم أكثر عرضة بالفعل لنقص النوم، وهو العامل المعروف أنه يزيد من احتمال حدوث هذه الظاهرة. * ما سبب هذا الاضطراب؟ - هناك عدة نظريات تم اقتراحها بعضها متضارب. فقد عرضت أفكار كثيرة مختلفة في هذا الصدد، والتي تشمل اضطرابات الأذن، ونوبات الصرع الجزئي. ولكن أكثر النظريات إقناعا تتعلق بالنشاط الكهربائي في المخ. وتشير هذه البحوث القليلة إلى أنه قد يكون هناك تدفق للأنشطة العصبية في الدماغ بالتزامن مع الشعور بأعراض متلازمة الرأس المنفجر. حيث يُعتقد أنه عند بدء معظم الخلايا العصبية في المخ بالنوم، فإن بعضها الآخر يزداد نشاطه، ولكن تخطيط المخ لم يظهر تغيرات واضحة في كهرباء المخ. ففي العادة تبدأ جميع وظائف المخ بالبطء مع بدء النوم ولكن بدرجات متفاوتة. ويعتقد في هذه الظاهرة أن نشاط السمع يزداد بشكل كبير في حين تتباطأ بقية الوظائف مما يسبب صوت الانفجار. وعنق المخ هو الجزء المسؤول عن هذه التغيرات. حيث يعتقد أنه يوجد في حالة متلازمة الرأس المنفجر ما يشبه التعثر في منطقة "التكوين الشبكي" (reticular formation) في عنق المخ، وهي جزء في الدماغ مسؤول عن مراقبة عملية الانفصال عن الوعي بالكامل عند النوم، ويؤدي ذلك التعثر إلى تأخير في حدوث عملية الانفصال هذه. ويرتبط هذا التأخير بحدوث إعاقة لما يعرف ب "أمواج ألفا" في الدماغ، وهي المسؤولة بشكل طبيعي عن الشعور بالنعاس، ويرتبط أيضا بحدوث موجة مفاجئة من النشاط العصبي بمناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات. ويعتقد أن الخلايا العصبية تنشط جميعها مرة واحدة، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بذلك الانفجار في الرأس. ويصف بعض المصابين شعورا يشبه الموجات الكهربية تتحرك من الجذع السفلى إلى الرأس، وذلك قبل الشعور بضربات الانفجار مباشرة. وهؤلاء يشعرون وكأنهم أصيبوا بصدمة كهربية. العلاج لا يوجد علاج فعال لجميع الحالات حتى الآن، ولكن قد تقلل مضادات الاكتئاب من حدوث الحالات أو من شدتها. كما يؤثر الاسترخاء وأساليب معالجة الضغط النفسي في تحسن الحالات بشكل إيجابي. كما أن معرفة المرضى أن الاضطراب حميد يمنحهم الطمأنينة بأنهم ليسوا من المجانين، أو ممن يعانون من أورام في الدماغ، أو من أي اضطرابات دماغية خطيرة. توجد بعض العقاقير التي يمكن استخدامها للعلاج معرفة المرضى أن الاضطراب حميد يمنحهم الطمأنينة اضطراب يحدث أثناء النوم لا يعرف مدى شيوع هذا الاضطراب