أدى صلاة العشاء والتراويح والتهجد بالمسجد الحرام ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين الوافدين لأداء مناسك العمرة من داخل المملكة وخارجها ومن المواطنين والمقيمين حيث بدأت وفود الزوار والعمار تتوافد إلى مكةالمكرمة المكرمة منذ الصباح الباكر وقد امتلأت أروقة وأدوار وسطوح وساحات المسجد الحرام بالمصلين الذين تمكنوا من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان وسط منظومة من الخدمات المميزة والمتكاملة والرعاية الشاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده. وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على اتصال مباشر ودائم مع الجهات المعنية عن تقديم الخدمات للزوار والعمار للتأكد من تقديمها على الوجه الأكمل وتذليل كافة العقبات التي قد تواجه بعض الجهات وإيجاد الحلول الفورية لها وتوجيه سموه الجهات المعنية على توفير أفضل الخدمات لوفود المعتمرين وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان تنفيذا وتحقيقا لتوجيهات ولاة الأمر في هذه الدولة التي أنعم الله عليها بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة روادهما هذه النعمة التي لا يوازيها شرف والتأكيد على أدائها بكل اخلاص وأمانة. وقد اتسمت الحركة المرورية بالمرونة والانسيابية رغم الكثافة الكبيرة في اعداد السيارات التي دخلت مكةالمكرمة في هذا اليوم وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود التي بذلها رجال المرور من ضباط وأفراد الذين انتشروا منذ الصباح البكر في جميع الميادين والطرق والشوارع وأحياء مكةالمكرمة لتنظيم الحركة المرورية ومتابعتها ومعالجة أي اختناقات مرورية قد تحدث بسبب ما وتوجيه المعتمرين إلى المواقف المخصصة لسياراتهم بمداخل مكةالمكرمة وإلى المواقف الاحتياطية التي تم استخدامها في هذه الليلة ومنع الوقوف في المنطقة المركزية حول المسجد الحرام التي لا يوجد بها مواقف ومساعدتهم وتوجيههم فيما يحتاحون إليه ومنع دخول السيارات المنطقة المركزية قبل الصلاة بساعة وبعدها بساعة ليتمكن المصلون من الوصول إلى المسجد الحرام بكل يسر وسهولة ومن الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام دون عناء. ويقدر عدد السيارات التي دخلت إلى مكةالمكرمة ليلة أمس أكثر من 120 ألف سيارة وبلغ عدد الضباط والأفراد المشاركين في تيسير وتسهيل الحركة المرورية أمام الزوار والعمار وقاصدي بيت الله الحرام 66 ضابطا و2300 فرد علاوة على 71 دورية مرورية و520 نارية و200 سيارة و6 ونشات. ومن جانبها قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير ماء زمزم لسقيا الزوار والمعتمرين من خلال الحافظات ومجمعات ماء زمزم المنتشرة في المسجد الحرام وساحاته حيث قامت الرئاسة بتوفير أكثر من 15 ألف حافظة لمياه زمزم يتم تعبئتها بصفة مستمرة ويوجد بكل حافظة حاملان للكاسات البلاستيكية الخاصة بالشرب الأول للكاسات غير المستخدمة والآخر لوضع الكاسات المستخدمة ويتم تغيير الكاسات بصفة مستمرة، كما بلغ عدد مجمعات ماء زمزم داخل المسجد الحرام 39 مجمعاً بها أكثر من 900 صنبور حيث يصل ماء زمزم لهذه المجمعات عن طريق مشروع تبريد ماء زمزم آلياً الذي انشىء لهذا الغرض بجوار المسجد الحرام اضافة إلى أكثر من 100 خزان من الفيبر جلاس موزعة داخل المسجد الحرام، كما وفرت الرئاسة أكثر من 120 صنبوراً و56 خزاناً في ساحات المسجد الحرام. كما تم تهيئة المجمعات الخاصة بتعبئة الجوالين من مياه زمزم للمواطنين والمقيمين والزوار والعمار وهذه المجمعات هي سبيل الملك عبدالعزيز بكدي ومجمع باب الفتح ومجمع الغزة. كما جندت 2368 عاملاً للقيام بأعمال النظافة حيث تعمل إدارة النظافة والفرش بالمسجد الحرام على مدار الساعة لمتابعة جميع لأعمال المتعلقة بالنظافة والفرش من خلال عدد من الموظفين الرسميين يقدرون بأربعين موظفا وموظفة يساندهم عدد من الموظفين المؤقتين خلال موسم رمضان المبارك يصل عددهم إلى خمسة وسبعين موظفا مؤقتاً ومؤقتة. وتقدر كميات النفايات التي تم رفعها أكثر من 115 طناً كما قامت الرئاسة بفرش المسجد الحرام بأكثر من ثمانية وعشرين ألف سجادة في جميع المواقع داخل المسجد الحرام. وقامت إدارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي بمهام التثقيف الديني المتنوعة من إرشاد وتوجيه ومنع المخالفات الشرعية وتسهيل حركة الممرات حرصا على توفير جو السكينة والروحانية لقاصدي بيت الله الحرام. والتعاون مع قيادة أمن الحرم المكي الشريف على منع ما يعرقل حركة الطواف خاصة في منطقة ما خلف المقام وتسهيل حركة الخروج من المطاف عن طريق الصفا إلى المسعى وتكليف المشرفين في صحن المطاف وأروقة المسجد إلى سطحه والساحات المحيطة به وقبوه. وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتكثيف برامج التوجيه والارشاد داخل المسجد الحرام لتوعية الزوار والعمار وإرشادهم وتبصيرهم إلى أداء مناسكهم بالطريقة الصحيحة. وجهزت الرئاسة أكثر من 100 كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام وعند الأبواب متصلة بأصحاب الفضيلة للاجابة على الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك إضافة إلى توزيع سماعات الدروس في ساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين في الساحات من الاستفادة من الدروس الملقاة داخل المسجد الحرام مبيناً ان إدارة التوجيه والارشاد تقوم بتنظيم عملية الاعتكاف والإشراف عليها وارشاد المعتكفين وتوزيع المطويات الارشادية عليهم ويعمل بالادارة مجموعة من الموظفين المؤهلين ويساندهم خلال شهر رمضان المبارك عدد من الموظفين المؤقتين للاشراف والمتابعة للخدمات المقدمة لرواد بيت الله الحرام. وحرصت الرئاسة العامة لشوون المسجد الحرام والمسجد النبوي على توفير المصاحف بالمسجد الحرام حيث وفرت أكثر من مليون مصحف من انتاج مجمع الملك فهد رحمه الله لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة اضافة الى مصاحف مترجمة الى عدة لغات يصل عددها الى 12 لغة موزعة في خزانات المصاحف بالمسجد الحرام من اصدارات المجمع وهي اللغة الأردية والفرنسية والاندونيسية والتركية والصينية والصومالية والمليبارية والتايلندية والاسبانية والبوسنية والألبانية والهوساوية وغيرها. كما أمنت مصاحف بلغة برايل للمكفوفين وكتب رياض الصالحين وسيرة ابن هشام والورد المصطفى المختار بمكاتب الادارة العامة للتوجيه والارشاد داخل المسجد الحرام كما يتم توزيع الكتب الارشادية على طلاب العلم والمعتمرين المتعلقة بالعقيدة والمناسك والتوجيه والارشاد ومن هذه الكتب جوامع الدعاء للحج والعمرة وكتاب شرح الصدور بعدة لغات منها العربية والانجليزية والبنغالية والأوردية والتركية. وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالاشراف المباشر على الخدمات المقدمة داخل المسجد الحرام ومنها الاشراف على جميع أبواب المسجد الحرام وذلك من خلال ادارة مختصة تقوم بتنظيم دخول وخروج المصلين من والى المسجد الحرام حيث يصل عدد تلك الأبواب الى 129 باباً تؤدي الى المسجد الحرام وسطحه وقبوه. كما زودت الرئاسة أبواب المسجد الحرام بلوحات ارشادية تضيء باللون الأخضر في حالة وجود امكانية لدخول المصلين كما تضيء باللون الأحمر في حالة اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام كما يصل عدد السلالم الى سبعة سلالم كهربائية لها أربعة عشر مدخلاً تؤدي الى المسجد الحرام وتعمل على انسيابية الدخول والخروج بالاضافة الى سلمين داخليين هما سلم باب 74 وسلم باب 84 كما تم وضع 17 مدخلاً لذوي الاحتياجات الخاصة وهي باب الملك عبدالعزيز وباب 94 وباب الملك فهد وباب 64 وباب المدينة وباب العمرة وجسر المدينة وجسر الندوة وأبواب كل من المروة والفتح وعثمان والقرارة والصفا وحنين وأجياد الجديد. ومن جانبها جندت ادارة الدفاع المدني بمكةالمكرمة 3 آلاف و120 ضابطاً وفرداً لخطة السلامة وتسخير 540 آلية وتزويدها بكل ما تحتاج إليه من مستلزمات السلامة الى جانب توفير 300 دراجة نارية مجهزة بكافة وسائل الاطفاء والاسعافات الأولية لمباشرة حوادث الحريق التي قد تحدث لاسمح الله. كما وضعت خطة متكاملة داخل الحرم المكي الشريف حيث جندت 300 فرد و16 ضابطاً لتقديم الخدمات داخل المسجد الحرام لرواد بيت الله الحرام وساحاته على مدار الساعة وكذلك المساهمة في تنظيم عمليات دخول وخروج المصلين والمعتمرين. وقامت أمانة العاصمة المقدسة بتكثيف أعمال النظافة حيث جندت الأمانة 6000 عامل للقيام بأعمال النظافة أولاً بأول وتم تخصيص أكثر من 5000 معدة مختلفة الأحجام والأشكال مثل الكالشرات والمكانس الآلية للأرصفة وسيارات غسيل الأرصفة وقلابات والبوبكات وغيرها بالاضافة الى استخدام عدد من الصناديق الضاغطة للنفايات خاصة في المنطقة المركزية التي تصعب فيها حركة السيارات حيث بلغ عدد الصناديق الضاغطة للنفايات 145 صندوقاً منها 50 صندوقاً في المنطقة المركزية حول المسجد الحرام كما ركزت الأمانة على تكثيف أعمال الاشراف والمراقبة. كما قامت شرطة العاصمة المقدسة بتكثيف الدوريات الأمنية في أحياء مكةالمكرمة وفي الميادين والشوارع وفي المراكز والمحلات التجارية للمحافظة على الحالة الأمنية ومساعدة الزوار والعمار فيما يحتاجون إليه وتوجيههم وارشادهم الى المواقف المخصصة لوقوف سياراتهم والتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير المزيد من الراحة لوفود الرحمن. كما قام فرع الشركة السعودية للنقل الجماعي بتوفير العدد الكافي من الحافلات لنقل الزوار والعمار من المواقف المخصصة لوقوف سياراتهم بمداخل مكةالمكرمة الى المسجد الحرام وبالعكس على مدار الساعة.. كما قام مكتب مكافحة التسول بمتابعة وملاحقة المتسولين والقاء القبض عليهم وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية والتي تحدث من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يستغلون طيبة أبناء هذا البلد الغالي حيث جهز المكتب عدداً من الفرق وتزويدها بالسيارات والموظفين ومندوبين بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية. ومن جانبها قامت جمعية الهلال الأحمر السعودي بتجهيز جميع مراكزها في مكةالمكرمة والطرق المؤدية إليها بما تحتاج إليه من سيارات الإسعاف والمسعفين والمستلزمات الاسعافية لتقديم الخدمات الاسعافية للمصابين لا سمح الله ونقلهم الى المستشفيات العامة. وذلك من خلال مراكزها داخل مكةالمكرمة والبالغ عددها 9 مراكز اضافة الى المراكز الموجودة على الطرق المؤدية الى مكةالمكرمة. ومن جانبها قامت مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة بتهيئة جميع المستشفيات والمراكز الصحية لاستقبال المراجعين وتقديم الرعاية الصحية والعلاجية لهم وتشغيل المراكز الصحية داخل المسجد الحرام والبالغ عددها 5 مراكز وذلك لتقديم الرعاية الصحية للحالات الطارئة التي قد تحدث داخل المسجد الحرام أو ساحته لتقديم الاسعافات الأولية لها واعطائها العلاج اللازم وتحويل الحالات التي يتطلب تحويلها الى المستشفيات العامة لمواصلة العلاج. كما قامت شرطة الحرم المكي الشريف بمتابعة الحالة الأمنية داخل المسجد الحرام وساحاته والمحافظة على أمن واستقرار قاصدي بيت الله الحرام والتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام في عمليات تنظيم دخول وخروج المصلين من والى المسجد الحرام ومنع الجلوس في الممرات المؤدية الى صحن المطاف وتوجيه وارشاد قاصدي بيت الله الحرام ومساعدتهم فيما يحتاجون اليه والمحافظة على الأطفال التائهين حتى يتم تسليمهم الى أهلهم وذويهم وكذلك المحافظة على المفقودات التي يحصل عليها داخل المسجد الحرام وساحاته والتي تسلم لها حتى يتم تسليمها لأصحابها بعد تعريفها ومنع بعض الممارسات التي قد تحدث من بعض ضعفاء النفوس الذي يستغلون هذه المناسبة في أعمال تتنافى مع الشريعة الإسلامية مثل عمليات النشل التي تحدث في المسجد الحرام وساحاته والتي تصدر من بعض الوافدين القادمين لهذا الغرض وغيرها من الممارس الأخرى. وقد قامت جميع الجهات بتنفيذ خططها وبرامجها التي أعدتها وفق ما هو مرسوم لها مما حقق نجاحاً ملموساً واستحساناً لدى الجميع حيث ابدى قاصدو بيت الله الحرام ارتياحهم بما وفرته الدولة لهم من خدمات ورعاية شاملة وما جندته من امكانات آلية وبشرية لتوفير المزيد من الراحة لهم والسهر على أمنهم وسلامتهم وتحقيق كل ما مكنهم من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة ووصفوا تلك الخدمات والجهود بأنها خدمات متميزة وتفوق الوصف وظاهرة للعيان ويشهدها كل من اتى الى هذه الديار المقدسة ولا ينكرها أو يجحدها إلا حاقد أو حاسد مؤكدين ان هذه الرعاية وهذه الخدمات والانجازات العملاقة التي قامت بها المملكة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام تجسد مدى اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة بالزوار والعمار وضيوف الرحمن مؤكدين أن هذا ليس بمستغرب على قادة هذه الدولة فهي منبع الرسالة المحمدية ومهبط الوحي وقبلة المسلمين وقد حباها الله بوجود بيته العتيق ومسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرف قادتها وشعبها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما سائلين الله العلي القدير أن يجزي ولاة أمر المملكة وشعبها خير الجزاء على ما يقدمونه من الخدمات للزوار والعمار وضيوف الرحمن و على ما يبذلونه من جهود في تحقيق ذلك وما تنفذه الدولة من مشروعات عملاقة لخدمة وراحة وفود الرحمن.