أسفر هجوم شنّه مسلحون مجهولون، الليلة قبل الماضية بضاحية المدية « 120 كلم شمال الجزائر » عن مقتل أربعة أشخاص بينهم متشددان، وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عسكري يتواجد في وضع حرج، فيما شرع الجيش الجزائري في محاصرة 17 متمردا بمنطقة الشلف « 220 كلم غرب العاصمة » . وبحسب شهود عيان، فإنّ هذه العملية الإجرامية وقعت في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا بالتوقيت المحلي، عندما قام أربعة مسلحون باقتحام مقهى شعبي، وشرعوا في إطلاق عيارات نارية كثيفة، على كل من كانوا بداخله، وحاول المعتدون منع المواطنين من مغادرة المقهى بغرض الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا، إلاّ أنّ تفطن أحد رجال الأمن كان قريبا من مكان الحادث، مكّنه من الرد السريع، فقضى على متشددين، ليسقط بعدها قتيلا، في حين قام المسلحان الآخران باغتيال شخص آخر في مكان قريب، قبل أن ينسحبا نحو وجهة غير معلومة مستغلين نقص الانارة بالشوارع الضيقة وتدافع المواطنين. وفي أعقاب الواقعة، سادت حالة من الفوضى والاضطراب بالمدينة التي كانت لعدد من المجازر الرهيبة في أواسط التسعينيات، بينما انتشرت القوات المشتركة على طول المنطقة في عملية تمشيط واسعة بحثا عن الجناة. إلى ذلك، يفرض الجيش الجزائري منذ أمس الأول، حصارا واسعا على سبعة عشر متشددا ينتمون إلى مجموعة مسلحة يتزعمها المدعو « سرباح»، يتموقعون بسلسلة جبال بني بوعتاب التابعة لولاية الشلف، وأفاد مصدر أمني مطلّع، أنّ أعضاء المجموعة المحاصرة، رفضوا تسليم أنفسهم، وأعلنوا تشبثهم بالعنف، رغم اشهار ناشطين في الكتيبة توبتهما قبل عشرة أيام، لذا شرع القادة العسكريون، في قصف مواقعهم بوسائل حربية ثقيلة، مع استعمال كاسحات الألغام لتحرير المساحات الملغمة، إذ شوهدت مروحيات تجوب المنطقة قبل إمطار الغطاء الغابي بقذائف سمع صوتها من أماكن بعيدة، وقد استمر القصف الى وقت متأخر من أمس، في وقت جدّد فيه القادة العسكريون إرسال نداءات للمتمردين بغرض الاستسلام، قبيل بدء الهجوم النهائي.