أعرب المركز الدولي للبحوث حول مرض السرطان عن قلقه من المخاطر التي قد تنطوي عليها حبوب منع الحمل بالنسبة للمرأة وأهمها مخاطر الاصابة بسرطان الثدي. وأعلن واحد وعشرون خبيراً بالمركز أن حبوب منع الحمل تجمع ما بين هرموني الاوستروجين الانثوي والبروجسترون وينظر إليها على أنها تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان وتندرج في نفس القائمة السوداء جنباً إلى جنب مع الاميينت (الورق الحراري) والزرنيخ وابلوتونيوم (عنصر إشعاعي النشاط يستخدم في صناعة القنبلة الذرية). وقد أجمع الخبراء على أن تناول الحبوب يضاعف من فرص نمو الأورام خاصة في بعض المناطق بالجسم كالثدي وعنق الرحم والكبد.. واستنادا إلى هذه الدراسة، يتضاعف معدل الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20٪ بين السيدات اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، مع ملاحظة أن هذا التأثير الضار للحبوب يتلاشي بعد عشرة أعوام من التوقف عن تناولها وذلك وفقاً لما صرح به خبير السميات يان جروس لدى المركز الدولي للأبحاث حول مرض السرطان. من جهة أخرى يشير البروفسور برونو كربون الأمين العام للمجمع الوطني لأطباء النساء والتوليد إلى ندرة حالات الاصابة بسرطان الكبد نتيجة لتناول حبوب منع الحمل (15 حالة إصابة سنوياً في انجلترا) خاصة تلك التي تحتوي على جرعات كبيرة من هرمون الاوستروجين والتي لم يعد يوصي بها الأطباء. أما بالنسبة لحالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، فقد استبعد البروفسور اليزابيت أوبيني أن تكون الهرمونات المسؤولة عنها بصورة مباشرة لأنها غالباً ما تكون نتيجة لفيروس ينتقل من خلال العلاقة الجنسية. ولم يكتف تقرير المركز الدولي بسرد الآثار السلبية لحبوب منع الحمل وإنما أورد الجانب الايجابي لها فهي لا تمثل فقط أكثر وسائل منع الحمل فاعلية وإنما تلعب أيضاً دوراً وقائياً ضد الاصابة بنوعين آخرين من مرض السرطان، النوع الأول هو السرطان الذي يصيب غشاء الرحم والآخر سرطان المبيض اللذين يصيبان على التوالي 4500 سيدة و3100 سيدة سنوياً في فرنسا. فنتيجة لتناول حبوب منع الحمل يتناقص معدل الإصابة بهذين النوعين من السرطان بنسبة 50٪، زد على ذلك أن هذا التأثير الوقائي يمتد على الأقل خمسة عشر عاماً بعد التوقف عن تناول الحبوب. كذلك تساعد الحبوب على الوقاية من بعض الأمراض التناسلية وبصفة خاصة سرطان عنق الرحم نظراً لاضطرار المرأة لمراجعة طبيبها كلما كانت بحاجة إلى حبوب جديدة، الأمر الذي يوفر لها متابعة طبية أفضل. لذا يوصي التقرير في النهاية بضرورة تشخيص حالة كل امرأة بمعزل عن الأخرى، حيث إن لكل طبيعة خصوصيتها التي تتطلب الاجراءات الخاصة بها، فعلى سبيل المثال لا بد أن يأخذ الطبيب في الحسبان زيادة عدد الاصابة بمرض سرطان في محيط الأسرة (حالتا اصابة بمرض سرطان الثدي على أقل تقدير بين المقربين إليها قبل بلوغ سن اليأس) حتى يمكن للطبيب اختيار الوسيلة المناسبة خاصة إذا ما كانت المرأة قد تجاوزت الأربعين من العمر، في هذه المرحلة العمرية تتضاعف نسبة الإصابة بسرطان الثدي. مع ملاحظة أن الجمع ما بين حبوب منع الحمل والتدخين يعرض المرأة التي تجاوزت الخامسة والثلاثين لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وكذلك العلاج بالهرمونات البديلة لتجنب أعراض سن اليأس لا يخرج بدوره عن دائرة الاتهام كونها مواد تؤدي إلى الاصابة بالسرطان وأن ما يقرب من 20 مليون سيدة قد خضعن لمثل هذا العلاج في البلاد المتقدمة في عام 2000م.