عبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن سعادته بانتشار ثقافة حفظ النعمة التي ظهرت في مجتمعنا مؤخراً عن قناعة، خصوصاً أنها ثقافة إسلامية أصيلة بحفظ النعمة وعدم الإسراف في الأكل والشرب امتثالاً لقول الحق سبحانه وتعالى: (وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين). جاء ذلك في تصريح صحفي لسموه عقب رعايته حفل الجمعية الخيرية للطعام "إطعام" بمناسبة مرور عام على بداية عملها في الرياض، الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء بقاعة الخزامى للمناسبات والاحتفالات، بحضور سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشؤون الاجتماعية د. ماجد القصبي، وأعضاء مجلس الإدارة والقائمين على الجمعية الخيرية للطعام، وعدد من شركاء "إطعام" في حفظ النعمة. وأثنى أمير منطقة الرياض على جهود الجمعية وجاهزيتها لتلقي كل ما يفيض من الأكل والنعمة، والتي يجب أن تحفظ بشكل جيد وتقدم للمحتاجين بشكل سليم ونظيف، مشيراً إلى أن ما سمعه من تقارير وإيضاحات عن دور الجمعية يجعله مطمئن إلى أن ثقافة حفظ النعمة تحولت إلى قناعة لدى المجتمع السعودي، وهذا أمر لابد منه، فليس الهدف هو أخذ النعمة وتقديمها للمحتاجين، بل الأهم هو كيفية تثقيف المجتمع ليكونوا مقتصدين في مصروفهم وغذائهم، وفي جميع الأشياء التي يحتاجون إليها دون إسراف، وهذا أمر إسلامي واضح. سماحة المفتي: ما تقوم به «إطعام» عمل صالح وعمل خيّر ومن باب التعاون على البر والتقوى 250 ألف وجبة وزعتها «إطعام الرياض» على المحتاجين خلال عام واحد فقط وأضاف الأمير فيصل بن بندر أن ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني من أعمال خير يجب أن تنشأ وتظهر عن قناعات، مبيناً سموه أن العمل الخيري لا يظهر ولا يستمر إلا في مجتمع نظيف وحضاري، يستطيع فعلاً أن يواكب مسيرة العمل الخيري الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، وهو ما تأكد عليه وتوجه به قيادتنا الرشيدية من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، مؤكداً سموه على أن من يحمل حقيبة الشؤون الاجتماعية، ويدير العمل الخيري بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، سيكون له دور كبير وواضح في التأسيس لتلك الأعمال، والدكتور ماجد القصبي قادر على ذلك بحول الله. بعد ذلك قام سموه بالتوقيع على صندوق وجبة الطعام رقم 200 ألف كأول وجبة ل "إطعام الرياض" في عامها الثاني، ثم قام سموه بتكريم شركاء "إطعام" في حفظ النعمة من الشركات والمؤسسات، ثم تسلم سموه درعاً تكريمياً مقدماً من الجمعية. من جانبه، نوه سماحة مفتي عام المملكة بالدور الكبير الذي تقوم به "إطعام"، مشيراً إلى أنه من صرف النعم عدم الاعتناء بها، وهو ما يجب تنبيه الناس عليه، فقد أبتلينا هذه الأيام بالإسراف في الأكل والشرب خلال الحفلات، فما تقوم به هذه الجمعية من الاعتناء بالفائض من الطعام وتوزعه على المستحقين، لهو عمل صالح وعمل خيّر، ومن باب التعاون على البر والتقوى، متمنياً سماحته التوفيق للجمعية والقائمين عليها، وأن يبارك الله لهم جهودهم. وكان أمين عام الجمعية الخيرية للطعام "إطعام" قد أشار في كلمته خلال الحفل إلى أن مشروع "إطعام" ليس أول المشاريع الخيرية في وطننا المعطاء ولن يكون آخرها، واصفاً مشروع بنك الطعام بالمنعطف الجديد الذي غير مفاهيم قديمة في إدارة العمل الخيري، فبعد أن بدأ في الدمام أولاً، أفتتح فروعاً له في الخبر والجبيل والقطيف والأحساء، قبل أن يحل في الرياض ويمتد إلى غرب المملكة ويفتتح له فرعاً في جدة، مؤكداً أن الجمعية تسعى لتطبيق أفضل معايير الجودة والسلامة في حفظ النعمة وتوزيعها على المحتاجين. بدوره، شدد رئيس لجنة "إطعام الرياض" هشام الصغير على أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لاحتفالية "إطعام في عام" تعكس اهتمام وتشجيع القيادة الرشيدة للعمل الخيري الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والمحسنين من أهل الخير، مقدماً شكره لشركاء "إطعام" الذين ساهموا في تحقيق التكافل الاجتماعي وتنمية السلوك الإيجابي لدى سائر فئات المجتمع نحو حماية وحفظ النعمة، منوهاً أن الإنجازات التي حققتها "إطعام الرياض" خلال فترة زمنية قصيرة، حيث تم حفظ 250 ألف وجبة خلال العامل الماضي، وتم توزيعها بالتعاون مع الجمعيات الخيرية. أما المدير التنفيذي ل"إطعام الرياض" عامر البرجس، فقد قدم عرضاً مرئياً عن ما تم إنجازه خلال عام من عمر الجمعية، حيث أشار إلى أنه أكثر من 12 مليون وجبة تهدر يومياً في المنطقة الوسطى والشرقية، وأن توفير ثلث الطعام المهدر كفيل بالقضاء على الجوع في العام بأكمله، مضيفاً أن "إطعام" قامت بتوزيع أكثر من 250 ألف طبق إطعام على ربات البيوت بهدف توعيتهن بأهمية حفظ النعمة، فضلاً عن قيام الجمعية بتدريب وتوظيف أكثر من 70 شاباً وفتات، وفتح مجال العمل التطوعي بالجمعية لأكثر من 100 متطوع ومتطوعة خلال فعالية نشر ثقافة حفظ النعمة، خلال عام واحد فقط في الرياض. الأمير فيصل بن بندر متوسطاً المفتي ووزير الشؤون الاجتماعية تكريم لأمير منطقة الرياض من قبل جمعية «إطعام» سموه في صورة جماعية مع أعضاء الجمعية (عدسة/ بندر بخش)