هذا الموضوع من محاضرة للدكتور دوق وير (Doug Weir) من جامعة تورنتو بكندا، والقى هذه المحاضرة في ملتقى الاطباء النفسيين في حوض البحر الابيض المتوسط. وهذا الاضطراب الذي يشكل ما بين 30٪ الى 50٪ بين الاضطرابات النفسية والعقلية عند الاطفال. هذا الاضطراب والذي يطلق عليه باللغة الإنجليزية (Attention- Deficit Hyperactivity Disorder, ADHD ) و يعتبر هذا الاضطراب أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية عند الاطفال، وتتراوح نسبة حدوثه ما بين 3 إلى 7٪ عند الاطفال في سن الدراسة. ويعاني منه الاولاد اكثر من البنات، حيث ينتشر بين الاولاد ما بين ثلاثة الى أربعة اضعاف حدوثه عند البنات. وللأسف فإن هذا الاضطراب يستمر مع الطفل في اغلب الاحيان حتى مرحلة المراهقة و البلوغ. وحوالي ما بين 40 الى 70٪ من المراهقين يستمر معهم هذا الاضطراب اذا بدأ في مرحلة الطفولة. ويصل الى 50٪ مع الاشخاص بعد سن النضج اذا بدأ في سن الطفولة، ويصل حدوثه بين الكبار الى 3-6٪. وهذا الاضطراب يتميز بأنه سلوكياته متشابهة، رغم تعدد الاسباب التي تقود الى هذا الاضطراب. الاسباب التي يمكن أن تؤدي الى الاضطراب: 1. اضطرابات في تركيب الدماغ ذاته وكذلك بعض الاختلالات الكيميائية. 2. العوامل الوراثية. 3. إصابات الجهاز العصبي. 4. العوامل الاجتماعية والبيئية. العوامل الوراثية: للعوامل الوراثية دور هام في الاضطراب، فهو يسري في العائلات، وغالباِ ما يكون للشخص المصاب بهذا الاضطراب طفل أو أكثر يعانون من هذا الاضطراب. شدة المرض والاعراض قد تختلف من جيل الى جيل، ربما تظهر أعراض المرض بصورة أشد في الابناء او كذلك أشد في الاباء. فكون الاعراض بسيطة في الاب، هذا لا يعني بأن الأمر نفسه قد يكون في الابن. فأحياناً يكون شديداً في الابناء رغم أنه كان بسيطاً في الأباء..! لاحظ العلماء بأن اذا كان احد التوائم مصاباً بهذا الاضطراب فإن نسبة أن يكون التوأم الآخر مصاباً بنسبة عالية، مقارنة بعامة الناس. هذا يؤكد بأن العوامل الوراثية لها دور فاعل في عملية الإصابة بإضطراب فرط النشاط الزائد وقلة التركيز عند الاطفال. ورغم هذا القول فإنه يجب عدم إهمال العوامل الأخرى من أصابات في الجهاز العصبي وكذلك العوامل الاجتماعية والبيئية. أهم الأعراض العامة التي تظهر في هذا الاضطراب: 1. فقدان المهارات الاجتماعية التي تكون اكتسبت عند من هم في مثل سنه. 2. غير مرغوب من الآخرين. 3. يريد دائماً أن يكون هو الاول في كل شيء. 4. يريد تلبية رغباته في الحال، الآن... هي الكلمة المناسبة لهذا الوصف، حيث يريد كل شيء الآن..! 5. لا يستطيع الصبر إطلاقاً. 6. لا يحتمل أي مؤثر خارجي، فدرجة تحمله للمؤثرات الخارجية قليلة جداً.! كما أشرنا في البداية، فهذا الاضطراب يستمر مع الطفل حتى يبلغ، قد يخف في فترات ولكنه يستمر مع الشخص في مراحل المراهقة والبلوغ الى سن النضج، رغم أن الاندفاعية