أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد رفيق الحريري في حديث لشبكة C.N.N الأميركية انه عائد قريباً الى لبنان بعد ترتيب وضعيته الأمنية، وقال إن تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس يتضمن الكثير من المعلومات قائلاً: إنه متأكد بأن لدى ميليس معلومات أكثر، وسوف يعطينا تفاصيل أكثر ومعلومات أكثر في تقرير آخر يصور مستقبلاً. وعما إذا كان صدم من الأسماء التي أوردها التقرير الأول قال: «صدمت عندما قتل والدي، بعد ذلك لم يعد ثمة شيء يصدمني». وإذ أكد انه صديق للشعب السوري، قال سعد الحريري للسلطات السورية أعتقد ان من يريد الحقيقة عليه أن يتعاون، وأعتقد أن لدى السوريين فرصة التقرير، لذا فإن الأمر الأهم في التقرير انه في حال تضمن وقائع غير صحيحة فإن عليهم النظر فيها واظهار لماذا هي غير صحيحة. ورداً على سؤال عما يجب أن تفعله سورية قال: أعتقد أن عليهم أن يقرأوه بشكل جيد جداً، وأن يروا ما يريده المجتمع الدولي، وما يريده العالم العربي. وفي مقابلة مع إذاعة «صوت لبنان» قال الحريري: إن لا شيء يبلسم جراحنا، فلا أنا ولا عائلة الحريري ولا اللبنانيين، إن الجرح كبير والجريمة كانت كبيرة، ورفيق الحريري شهيد كبير ورجل عربي كبير وأب كبير وأخ كبير فالجرح لا يبلسم وقد نعيش ونموت والجرح لا يبلسم. وقال إنه كان يتمنى لو أن التحقيق اللبناني يستطيع القيام بالمهمة، وكلنا رأى في الأيام الأولى لحصول الجريمة انه كان يصار الى التغطية، لذلك طلبنا بتحقيق دولي والحمد لله حصلنا عليه، وجاء ميليس ووضع تقريره، ومنذ البداية قلنا إننا نتقبل ونتبنى كليا كل ما سيصدر من حقائق ووقائع من التحقيق. وعن اللغط الذي أثير حول حذف بعض الأسماء من احدى نسخ تقرير ميليس، قال الحريري: «نحن واقعيون، لا شيء يحيدنا عن الخط الذي نسير عليه، هناك وقائع وتقرير واثباتات، ونحن نسير على أساس هذا التقرير ولن نزيح عنه. ولاحظ أن لبنان بدأ بعد التقرير يعيش جواً جديداً، فالمنظومة الأمنية التي كانت تتحكم في البلد كشفت عن نفسها بأنها مسؤولة عن اغتيال أكبر رجل في الدولة اللبنانية، لذلك علينا أن نتخلص من جميع الناس الذين كانوا مسلطين على الدولة من كل النواحي. هناك من ادخلوا إلى السجن وهناك من لا يزالون خارج السجن، لذلك علينا أن نواصل هذا الطريق حتى نتخلص منهم جميعاً. ونفى الحريري أن تكون هناك أكثرية نيابية، وقال هناك وحدة وطنية، وهناك تيارات سياسية يجب أن تتحد حتى يكون هناك من ضمانة للبنان، فالوفاق الوطني والوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لاستمرار لبنان في المستقبل. ولاحظ أن الأكثرية تعمل للوفاق الوطني، ولا تحاول التفرد في اتخاذ القرارات، مشيراً إلى أنه يحرص على التفاوض دائماً مع التيارات السياسية غير المنضوية ضمن الأكثرية النيابية. وقال: «هذا هو الخط الصحيح الذي يجب انتهاجه». وأكد أن الأولوية في هذه المرحلة هي لحماية لبنان والنظام الديموقراطي والوصول إلى العدالة، مشيراً إلى أن موضوع الرئاسة لم يحن وقته، لكنه بدون شك أصيب بشظايا التقرير، وفي الوقت نفسه فإن الحديث في هذا الملف ليس من الممنوعات، ونحن سنتناقش مع شركائنا في الموضوع لنبلور الأمر في الوقت المناسب. ونفى أن تكون زيارة روما ولقاء البطريك الماروني نصرالله صفير لها علاقة بموضوع الرئاسة، وإنما بتقرير ميليس، وقال إن البطريرك صفير رجل حكيم وعاقل. ورداً على سؤال، قال الحريري إن القضاء اللبناني قضاء شريف، لكنه يحتاج إلى فترة ليستعيد عافيته من التدخلات السياسية والأمنية، وعندها يستطيع مقاضاة أياً كان. وأوضح أن مطالبته بمحكمة دولية ليس بسبب عدم احترامنا للقضاء اللبناني وإنما لتجنيب الدخول في متاهات في ظل الورشة الإصلاحية القائمة. وطلب من جميع اللبنانيين التمتع بحصانة للدفاع عن تقرير ميليس في وجه الاتهامات التي تطلق عن تسييسه، لأن الحقيقة والعدالة وحدها ستحمي لبنان من أي اغتيالات جديدة في المستقبل.