قال مصدر قريب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن اللقاء بين عباس والرئيس الامريكي جورج بوش ساده جو من التفاهم وقد اعرب السيد عباس عن قلقه لاستمرار (اسرائيل) بتوسيع المستعمرات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة، واستمرارها في بناء الجدار العنصري وطلب من الرئيس بوش الضغط على (اسرائيل) لايقاف هذه الاعمال، ليسود المنطقة جو لمفاوضات السلام. وقال المصدر الذي لم يشأ الكشف عن هويته، ان الرئيس بوش مدح رئيس السلطة الفلسطينية خلال فترة اللقاء التي استمرت حوالي ساعة في المكتب البيضاوي في البيت الابيض ووصفه بأنه الرجل الذي يكرس وقته للوصول الى سلام، والى تطلعات شعبه الى اقامة دولة له. وحسب ما قال هذا المصدر فإن بوش كرر الموقف الامريكي الداعي الى اقامة دولة فلسطينية الا انه قال ان الطريق لهذه الدلة يجب ان يمر عبر التهديد المسلح الذي تقوم به منظمات فلسطينية وان مثل هذا العمل لن يساعد على اقامة دولة فلسطين الديموقراطية. وعندما سئل المصدر عما اذا اشار الرئيس بوش الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة اجاب بالنفي ولكنه اضاف انه يفهم من كلام الرئيس ان هذا ما يريده للدولة الفلسطينية وفي مقدمة الامور ان تكون دولة ديموقراطية. كما دعا الرئيس بوش (اسرائيل) الى وقف عمليات البناء في المستعمرات اليهودية في الاراضي المحتلة قائلاً: «اني اشارك الرئيس عباس موقفه هذا، كما اشارك الرؤية التي طرحها عباس باقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام جنباً الى جنب مع اسرائيل.. وقال بوش في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اللقاء انه: «يجب على اسرائيل ان لاتقوم بأية نشاطات بناء لاتتماشى وخارطة الطريق وفي هذه الحالة تكون اسرائيل هي المسؤولة عن اي تحرك يلحق الضرر بعملية السلام او تزيد من الاعباء على حياة الفلسطينيين». وقال بوش انه يعتقد ان السلام بين الطرفين يقترب وانه اقرب مما كان عليه قبل خمس سنوات. ومن ناحيته طالب السيد عباس ان تتوقف اسرائيل عن منع الفلسطينيين من السفر الى الضفة الغربية لأن هذا التصرف قد اضر كثيراً بالفلسطينيين. كما انتقد عباس استمرار اسرائيل ببناء الجدار العنصري، خصوصاً بالنسبة لاراضي القدس. واكد في المؤتمر الصحفي مع الرئيس بوش ان الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني/يناير القادم ستؤدي الى ان تحكم كل الأراضي المحتلة القوانين. كما انتقد السيد عباس بشدة العقبات التي تضعها اسرائيل في وجه التحركات الفلسطينيين في قطاع غزة، والحواجز التي تقيمها. هذا وقد امتدح الرئيس بوش رئيس السلطة الفلسطينية معبرا عن ارتياحه من هذا اللقاء مؤكداً ان السلام اصبح في متناول اليد. ورفض الرئيس الاميركي تحديد موعد لاحلال السلام في الشرق الاوسط قائلا انه غير واثق ان ذلك الهدف يمكن تحقيقه قبل مغادرته للبيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009. وقال بوش «اعتقد ان وجود دولتين ديموقراطيتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام امر ممكن. لا استطيع ان اقول لكم متى سيحدث ذلك. انه في طريقه لأن يتحقق». واضاف «اذا حدث ذلك قبل ان اغادر منصبي، سأكون شاهدا على المراسم. اما اذا لم يحدث، فسنبذل جهوداً حثيثة لنضع الاسس التي تجعل العملية ثابتة ولا رجعة عنها».