قام أعضاء وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية، والمكون من أفضال خان من المملكة المتحدة وهينا فيركونين من فنلندا، بزيارة إلى المملكة خلال الفترة من 14-16 فبراير عام 2015 في إطار الاجتماع البرلماني ال 12 بين البرلمان الأوروبي ومجلس الشورى السعودي، شملت الزيارة لقاءات مع مسؤولين في الخارجية السعودية، ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وممثلين عن جمعيات حقوق الإنسان. وقال أفضال خان الذي قاد الوفد الأوروبي إن الزيارة تتم في لحظة حاسمة، مبيناً أنه زيارتهم جاءت لتوصيل ثلاث رسائل أساسية، أولا أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتعميق الحوار والتعاون الثنائي في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وثانياً أن المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج شريكان حاسمان في منع ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاتحاد الأوروبي في حاجة لتكثيف التعاون في هذا المجال، وثالثا تعميق الحوار بشأن حقوق الإنسان والمساهمة في تحقيق فهم أفضل بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية. وكان الوفد قد عقد لقاءات مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، ومع نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري وأعضاء آخرين في المجلس، كما التقى الوفد بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، ورئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة الدكتور مفلح القحطاني، والتقى الوفد بممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما قامت السيدة هينا فيركونين بزيارة إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. خان: دراسة لاتخاذ التدابير اللازمة لتعطيل الدعم المالي للمنظمات الإرهابية وبين الوفد أن المناقشات ركزت على الأزمات في سوريا والعراق واليمن، والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والحاجة إلى شراكة عالمية في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك توثيق التعاون مع السعودية والمنظمات الإقليمية مثل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، وتناول الوفد أيضاً مشكلة ارتفاع الإسلاموفوبيا في أوروبا، بالإضافة إلى الحاجة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي. وأشار أفضال خان أن هناك تفاهم مشترك بين السعودية ونظيراتها في دول الإتحاد الأوروبي حول الحاجة إلى نهج متعدد الأبعاد لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومنع مواطنين دول الإتحاد الأوروبي من السفر إلى مناطق الحرب، ووضع التركيز لإيجاد حلول لجذور تلك المشكلة، والقيام بعمليات لإعادة المقاتلين الأجانب، فالمملكة لديها خبرات طويلة في هذا المجال وبإمكانها تقديم يد المساعدة، كما أنه هناك حاجة أيضاً للتصدي للعوامل الكامنة وراء التطرف، من خلال العمل على التماسك الاجتماعي والشمولية والتسامح السياسي والثقافي والديني. وأضاف خان أنه تمت دراسة لاتخاذ التدابير اللازمة لتعطيل الدعم المالي للمنظمات الإرهابية، ومكافحة التحريض على شبكة الإنترنت ومواجهته بالمقابل، وأكد خان على أن العلاقة المميزة بين الإتحاد الأوروبي مع ما وصفهم ب "شركائنا العرب" ستلعب دوراً رئيسياً في هذا المجال، وتبيان حقيقة تنظيم "داعش" المتطرف علناً، والحد من التطرف والتحريض في الأماكن العامة، مشيراً إلى أن لدى السعودية والدول المجاورة لها أيضاً دوراً محورياً في إعطاء رؤية بديلة لتلك الجماعات الإرهابية، والتأكيد في الوقت نفسه أنه من المهم أن تكون تدابير مكافحة الإرهاب متناسبة وتتماشى مع الحد الأدنى من معايير حماية حقوق الإنسان. وأكدت هينا فيركونين سعادتها بتعيين 30 امرأة الأولى لمجلس الشورى في عام 2013، مشيرة إلى أن جامعة الأميرة نورة تقوم بعمل جيد ومهم في تعزيز دور المرأة من خلال التعليم، وأشادت بالإصلاحات التي اتخذتها السعودية لتسهيل إدماج المرأة في سوق العمل، مشجعة لاتخاذ المزيد من الخطوات في هذا السياق، كما نوهت بالخطوة الهامة الأخرى على حد وصفها والمتمثلة بإجراء الانتخابات البلدية التي سيكون للمرأة فيها حق التصويت والترشح، ورحبت هينا فيركونين بحقيقة أن المملكة تعتبر التعليم والبحث كأولوية وطنية، وأنها تستثمر قدراً كبيراً من ميزانيتها السنوية في تطوير مواردها البشرية. هينا فيركونين رحب الوفد بإنشاء لجنة برلمانية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي والتي تهدف إلى تعميق العلاقات مع البرلمان الأوروبي، ورحب الوفد أيضاً بالسريان الكامل للاتحاد الجمركي لدول المجلس في 1 يناير عام 2015، ودعا إلى تجديد برنامج العمل المشترك بين الإتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، والانتهاء من المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة، كما ركزت المناقشات أيضاً على الحاجة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل التجارة والنقل والطاقة وتسهيل منح تأشيرة الدخول، والتعليم، والبحوث والحوار بين الأديان.