يشكل الأهلي بظهوره الحالي وحضوره القوي وكوكبة النجوم في مختلف المراكز وشخصيته المهيبة هوية الفريق المتماسك المخيف لخصومه، ولايمكن أن تميز بين نجم وآخر، الكل يؤدي دوره بمسوؤلية وانضباط وحرص على تطبيق توجيهات المدرب وخططه والتصاعد في الاداء بعيدا عن الارتجالية وتفاوت العطاء ومراوحته بين الهبوط والارتفاع، والتأثر بغياب لاعب، والانتشاء بعودة نجم، في (دوري عبداللطيف جميل) بدأ المسابقة بمستوى مرض للغاية إلى أن وصل القمة مع استمرار اللقاءات، ما كشف شخصية الفريق الطامح للمنافسة على اللقب بكل قوة، يدعمه في ذلك الانسجام الكبير للاعبين مع طريقة وخطة المدرب السويسري جروس الذي ظهرت بصماته بصورة ملحوظة، ساعده في ذلك الاستقطابات الموفقة التي اتمتها الإدارة مع اللاعبين المحليين والعناصر الأجنبية، فعلى مستوى اللاعبين السعوديين نجد ترابطا وارتفاعا في الاداء وتفاهما قل مايوجد لدى الكثير من الفرق، وترسم هذه العناصر في مختلف المراكز ملامح ثقة وبوادر قدرة على نقل الفريق الأخضر من الغياب الكبير عن الدوري إلى فرح جديد ببطولة طال انتظارها، ولاغرابة أن يجمعها مع كأس ولي العهد فهو مهيأ لذلك بنسبة كبيرة، وحتى وهو يحتل وصافة الدوري فهو الفريق الأول من حيث الاستقرار وتفاهم قائمته وتقديم صورة مميزة جعلت المشجع الاهلاوي ينظر لجميع اللاعبين بعين الرضا والثقة والترقب إلى مستقبل أخضر اكثر اشراقا. اما على مستوى اللاعبين الاجانب فكيفيه وجود المهاجم السوري عمر السومة (25 عاما) القادم من القادسية الكويتي ب800 ألف دولار قبل التجديد معه حتى عام 2018، والذي يتزعم هدافي الدوري السعودي ب12 هدفا على الرغم من غيابه بسبب الاصابة التي تعرض لها في الجولة ال13 من المسابقة، ولكن سيكون حاضرا في نهائي كأس ولي العهد ما يعزز من قوة الأهلي الهجومية ويجعل مهمة دفاع الخصم صعبة للغاية، يدعمه وجود البرازيلي اوزفالدو (27 عاما) القادم من سوباولو البرازيلي بثمانية ملايين يورو لثلاثة اعوام، وهذا اللاعب "الزئبق" اتضحت خطورته أمام النصر في دور الاربعة أمام النصر عندما استطاع أن يشكل بمفرده صداعا قويا لدفاع الخصم ويساهم في الانتصار والتأهل إلى النهائي، إلى جانب مواطنه برونو سيزار (26 عاما) العائد من نادي بالميراس البرازيلي بنظام الاعارة، إذ كان نقطة تحول اللقاء لصالح الأهلي بهدفه الخرافي وتحركاته المميزة وجهده الكبير وفكره المميز الذي مكنه من اختيار المساحات المناسبة في ملعب الفريق المنافس، ولاننسى تيسير الجاسم ووليد باخشوين والنجم القادم أحمد العوفي الذي منحته الجماهير لقب "رونالدو الصغير" عطفا على حسه الكروي الكبير وتحركاته الذكية ومهاراته العالية، ومصطفى بصاص والمدافع الكبير اسامة هوساوي وبقية كوكبة النجوم الاهلاوية التي كشفت عن ملامح الابداع والثقة والقدرة على العبور نحو هدف الجماهير الخضراء التي اصبحت تنتظر التتويج بكأس ولي العهد ومن ثم المنافسة على الدوري فيما تبقى من جولات. "اخطبوط الحراسة" والنجم الواثق من نفسه عبدالله المعيوف، هو الآخر كان قوة اضافية في الأهلي خلال المرحلة الماضية، وبرز بصورة لافتة ومفرحة لجماهير ناديه أمام النصر الاثنين الماضي عندما كان أسدا في مرماه، متميزا في حركاته، موفقا في خروجه وتصديه لتسديدات الهجوم النصراوي، مكنه من ذلك انضباطه وصبره الكبير بعد أن تنقل من ناد إلى آخر قبل أن يستقر به المطاف في "قلعة الكؤوس" ويصبح الأمين على حراستها والموجه في الكثير من الاحيان للدفاع وكشف ملعب الخصم. باختصار الاهلي كتيبة من النجوم، ومصدر متعة للجماهير الباحثة عن العزف الكروي والمنتظرة دائما إلى القوة والاثارة والفرجة بمزاج على مباريات كرة القدم، لذلك من الصعب بل من المحزن لانصاره ألا يخرج هذا الموسم من دون أن يكون له نصيب من الذهب سواء في كأس ولي العهد المرشح الأبرز لانتزاعها او المنافسة على كأس الملك وماتبقى من لقاءات الدوري، وليس من المستبعد ان يقول كلمته في "النهائي الكبير" غدا الجمعة عندما يواجه الهلال في تحد جديد وقمة سعودية تعد الاهلي هو المرشح لأن يقول كلمته ويسعد جماهيره بلقب كبير. المعيوف