افتتحت، أمس، القمة الحكومية بإمارة دبي، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تحت عنوان "استشراف حكومات المستقبل"، بمشاركة 4 آلاف من الشخصيات والمتخصصين من 93 دولة، وتعتبر القمة الحكومية التي تعقد للسنة الثالثة على التوالي المنصة الأكبر عالميا للتطوير العالمي، لما تضمه من كبار المتحدثين والمختصين في مجال التطوير الحكومي وتكنولوجيا المعلومات والتعليم الذكي. كما ستدار ورشات عمل وجلسات حوارية ومعرض الخدمات الحكومية المستقبلية، بالإضافة لتوزيع جوائز لمسابقات قد أعلن عنها خلال القمة الحكومية السابقة على غرار جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول، وجائزة الإمارات للطائرات بدون الطيار لخدمة الإنسان. هذا وقد استهل الجلسات الحوارية الرئيسية الأمين العام للأمم المتحدة معالي بان كي مون، والتي ركز فيها على التحديات التي تواجه شعوب المنطقة وكيفية تعزيز آليات السلام في ظل الاضطرابات كالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والتهديدات التي تواجه بعض البلدان العربية كليبيا والعراق وسورية المتمثلة في مجابهتها لداعش التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم، الذي أودى بحياة مدنيين أبرياء. والأممالمتحدة تدين بشدة كل أشكال العنف الذي يهدد حقوق الإنسان حتى وإن كان بداعي مواجهة الإرهاب. وعرج بان كي مون في حديثه عن كيفية تعزيز آليات السلام التي لا تتأتى إلا باستماع الحكام إلى مطالب شعوبهم ومحاولة إيجاد قناة تواصل من شأنها أن ترسخ مبدأ المساواة والعدالة التي تنشدها أغلب شعوب العالم، وأكد قائلا: "إن الحكومات الفاسدة لا تجلب إلا اليأس لشعوبها، وعلى هذه الحكومات مكافحة الرشوة والفساد إن كانت تريد أن تبادلها شعوبها الاحترام من خلال إنشاء مؤسسات عامة تضطلع بمهام أكثر حيوية بتركيزها على المسؤولية الاجتماعية، ومن خلال التطبيق الصارم لميثاق الأممالمتحدة التي ستمكن هذه الحكومات من تحقيق أهدافها". وعقب كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، تحدث الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، في الجلسة الرئيسية قائلا: "أعزي نفسي وأعزيكم والعالم العربي والإسلامي بفقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "طيب الله ثراه" فقد كان شخصا محبا للإمارات والسلام والخير وكانت علاقته وثيقة بالشيخ زايد آل نهيان "رحمه الله"، وعزاؤنا اليوم في فقيدنا الكبير أن الشقيقة الكبرى "السعودية" تسير بخطى واثقة وفي أيدي أمينة، بتبوأ الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بالمملكة، فهو قائد حليم وحكيم ومتمرس في الحكم ونقل المسؤولية للجيل الجديد". وقال ولي عهد أبوظبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبنت خططا لتنمية الموارد عبر استراتيجيات ورؤى بعيدة المدى تصل إلى 50 سنة مقبلة عند أفول عصر النفط، وخير دليل أن الإمارات لديها منذ منتصف السبعينات جهاز استثمار الذي يعد اليوم ثاني أكبر جهاز للاستثمار بالعالم. وقال "نطمح أن تكون القمة الحكومية أساسا يمكن أن تبني عليه دول العالم تعاونا مشتركا في موضوع التطوير الحكومي وأن تكون هذا اللقاء السنوي للعديد من حكومات العالم بداية لتعاون دولي واسع للتركيز على التحديات التنموية التي تواجه العالم بطريقة مختلفة وجديدة وبالشراكة مع القطاع الخاص ومع معاهد الأبحاث والجامعات العالمية الكبرى". وقال سموه "نفتتح اليوم متحف المستقبل.. والمستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم".