وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الوضع في العراق بأنه شائك للغاية ومعقد وتوقع عدم حدوث جديد بشأنه في الأمد القريب قائلا :« إن الأمر سيستغرق فترة زمنية ممتدة وفقا لما نشهده حاليا على أرض الواقع وان المسألة العراقية ستحتاج مزيدا من الصبر والوقت». وأوضح أبو الغيط في تصريحات له أمس أن أحد العناصر المهمة فيما يتعلق بالدستور العراقي الذي جرى الاستفتاء عليه منذ أيام هو انه سوف يتم تعديله ، إذا ما تم تمريره بالطبع ، خلال شهور قليلة قادمة. من ناحية أخرى قال أبو الغيط أن هناك سعيا مصريا نشطا ومستمرا لمحاولة تفريغ الوضع السوري الامريكي من شحنة التوتر التي تحيط به وعدم السماح بانفجار الموقف مشيرا إلى أن مصر ترغب في عدم تطور الوضع إلى نقطة تؤدي إلى المزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط. وعما إذا كانت هناك وساطة مصرية بين دمشق وواشنطن قال أبو الغيط ان هناك عناصر عديدة في هذا الموضوع منها وجود الولاياتالمتحدة على أرض العراق بما لها من قوة عالمية وتأثير واهتمام بهذا الإقليم فضلا دور الأممالمتحدة بالموضوع السوري ووجود المحقق الدولي في موضوع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لافتا إلى أن وجود كل هذه العناصر قد يؤدي إلى أخطاء في الحسابات أو إلى مزيد من الصدام في هذا الإقليم. وأوضح أنه من هذا المنطلق فان مصر لا ترغب في إتاحة الفرصة لظهور نقطة توتر إضافية في المنطقة وتعمل بقوة لمحاولة السيطرة على الموقف ومنع التدهور. وبشأن ما يتردد عن شروط أمريكية وضعت لسوريا حتى لا تتعرض لضربة أو لفرض عقوبات عليها قال انه ليس لديه معلومات محددة مؤكدة في هذا الموضوع وان هناك الكثير من الشائعات وليس بالضرورة أن كل ما يتردد يستند إلى حقائق. وأكد أبو الغيط أن الأسابيع القليلة القادمة تمثل أهمية خاصة لسوريا ولبنان والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي والاقليمي بصفة عامة مشيرا إلى أهمية عدم التسرع في التوصل الى استنتاجات قبل الإعلان عن نتيجة التحقيقات في قضية الحريري. من ناحية اخرى يجري وزير الخارجية المصرية الذي يزور موسكو من الثامن عشر وحتى العشرين من الشهر الحالي مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وذلك حسب معطيات وزارة الخارجية الروسية التي أوضحت أن موسكو تبدي اهتماما كبيرا بهذه الزيارة وأنها تعتبر مصر شريكا فعالا في الشرق الأوسط وأفريقيا. وتتمحور المباحثات الروسية المصرية حول الأوضاع في الشرق الأوسط وعدد من المسائل الأفريقية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين. وسيناقش الجانبان حسب تصريحات الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية كامينين السبل الكفيلة بمنع المتطرفين من تدمير الخطوات الإيجابية التي تم إنجازها والتي تساعد على تنفيذ بنود خارطة الطريق وصولا إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع التركيز على ضرورة متابعة الجهود لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط حيث تثمن موسكو إيجابيا الدور الذي تلعبه القاهرة لتطبيع الاوضاع في المنطقة وخاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك بين الفصائل الفلسطينية ذاتها. وستبحث كذلك المسائل المتعلقة بسوريا ولبنان إلى جانب تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.