أشاد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس بالبيعة الشرعية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – مؤكدا أنها بيعة وقَت البلاد الشرور، وحصنت الحمى واستقر الأمر ودخل الناس بها ساحة الأمان، هدوء العقلاء، وثقة الصادقين فلا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة " ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ". وقال: مات حاكم وتسنم الأمر حاكم والأمن في وطننا متماسك وقائم نشدو بقوته وتشرئب الأعناق لتنميته وندعو لزيادته "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا"، قال تعالى: "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا ً "، بالأمن تحفظ النفوس وتصان الأعراض، والأموال، وتقوم الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتقام الجمع والجماعات، والعالم كله يتطلع ليتفيأ ظلال الأمن فقد زادت بؤر الصراعات، ومواطن القلاقل، واضطربت النفوس واحتارت العقول، وإذا سيطر الخوف على الفرد شلت حركته، ونعطل نشاطه وفسدت حياته وتحطمت أركانه، والأمن الفاعل الذي يتحقق به أمن الدنيا والآخرة هو الأمن بمفهومه الشامل الذي يتضمن تأمين حمى الدين أن يستباح، وتحصين العقيدة من الزيغ والشبهات، وتحقيق الأمن الفكري لشباب الأمة من التطرف والغلو وتيارات التغريب، وتأمين فرص العمل، وتقليص البطالة وأمن العقول من السقوط في براثن الشبهات، ومزالق الشهوات. وقال: أمر الإسلام بلزوم جماعة المسلمين فهي المخرج والمنجا بإذن الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد"، يد الله مع الجماعة، ويد الله على الجماعة ينصرهم ويؤيدهم، يسددهم، متى ما كانوا على الحق مجتمعين، وطاعة الله وطاعة رسوله سالكين. وأضاف: لقد بدأ البيعة العلماء في ملحمة اللحمة، العلماء منارات الهدى ومعالم الطريق، وهم في وطننا لبنات بناء مع حكامنا، ومعاول هدم للفساد والإفساد، لذلك يعمد الأعداء إلى تشويه سمعتهم، للوقيعة بينهم وبين الحكام لبث الفوضى والفتنة، ومن واجب العلماء نصح الحكام وما يجب عليهم فعله وما يجب عليهم تركه والأصل في ذلك السر، لقد انبرى الناس للبيعة على مقتضى شرع الله وهذا ما تفرد به الإسلام عن غيره من المذاهب الوضعية، قال صلى الله عليه وسلم: "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " ويكفي في بيعة الإمام أن يقع من أهل الحل والعقد ولا يجب على كل واحد أن يأتي للإمام فيضع يده في يده ويبايعه.