تُنير أسفار التاريخ بتوحيد جزيرة العرب على يد عبقري العروبة والإسلام تحت راية الإخلاص، واشتراك جميع القبائل في هذا التوحيد التاريخي الفريد بقيادة الإمام النادر المثيل الملك عبدالعزيز ومنذ ذلك التوحيد الذي شع في العالم العربي والإسلامي شعاع الشمس في رابعة النهار، والمملكة العربية السعودية تعيش عهوداً من الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم والنهضة الشاملة المتواصلة بشكل نادر حقا في كل دول العالم .. بحيث أصبح هذا الوطن العظيم مفخرة لكل مواطن، وعزّ وعزوة لكل العرب والمسلمين، وركن ركين في استقرار اقتصاد العالم، وقوّة ثابتة في نشر العدل ونصر الحق في كل مكان، فالمملكة تطبق شرع الله المطهر، وترفع مظلة الأمن والاستقرار على كل مواطن ووافد، ونفذت من مشاريع التنمية وبناء الإنسان ما تعجز عن حصره المجلدات، وفي فترة وجيزة تعتبر في تاريخ الأمم ومضة خاطفة. فقبل توحيد المملكة كانت صحراء جرداء لباسها الجوع ولحافها الخوف وهواؤها ملوّثٌ بالجهل والخرافات وترابها مُمْحِل قاحط تفوح منه روائح الموت، ومجتمعها المبعثر محاصر بالغارات والعداوات، كانت ايضاً معزولة عن العالم عزلة مظلمة مطبقة (وخاصة وسطها) وكأنها خارج العالم لا يدري بها أحد ولا يأبه لها أحد وإنما هي مجاهل تتصارع فيها الوحوش والقبائل ويجوس خلالها قُطّاع الطُرُق لا يسلم منهم صغير ولا كبير، ولا حاج ولا معتمر.. فسبحان الله العظيم، وبمنه وفضله الكريم، تحولت هذه الصحراء المهلكة إلى دولة راسخة شامخة و واحة وارفة من الأمن والأمان، والرخاء والاستقرار، ولم تُسعد شعبها فقط بل امتد خيرها ونورها للعالمين، وصارت دولة كبرى مرموقة على مستوى العالم، ومسموعة الكلمة في منابر الأمم، وفاعلة في نهضة اقتصاد العالم، وموفرة للملايين من فرص العمل لمختلف الجنسيات والشركات الأجنبية والوافدين، يفيض خيرها على أهلها، كما المطر العذب الهتان، وينعم سكانها بالرخاء والهناء والاستقرار والأمن والأمان، منذ وحّد أجزاءها الملك عبدالعزيز وأرسى أوتادها بالأمن الشامل (حتى رعت الشاة مع الذئب) وبسط عليها الاستقرار العميم بفضل تطبيقه لشرع الله المطهر وعبقريته في لمّ الشمل وتأليف القلوب وجعل الجميع يتعاونون على الخير والبر والبناء والعطاء، ثم خلفه من بعده أنجاله الكرام (الملوك سعود و فيصل وخالد و فهد وعبدالله وسلمان) فأضاف كل ملك مجداً جديداً إلى المجد التليد، حتى صرنا نسابق الزمن في نشر العلم وبناء الإنسان ومتانة الاقتصاد وقوة التنمية وعمق النهضة الشاملة التي عمت المدن والقرى، ونال خيرها وأمنها واطمئنانها القاصي والداني، في عالمٍ من حولنا يغلي بالفتنة العمياء المُظلمة التي تأكل الأخضر واليابس .. . أفلا يحق لنا الافتخار بهذا الوطن الشامخ؟ والاعتزاز بهذا الإنجاز النادر المتواصل؟ . بل يجب علينا شكر الله -جلّ وعز- فقد منّ علينا بالأمن والاستقرار، والطمأنينة والرخاء، وقبل هذا تطبيق شرعه المطهر، وخدمة الحرمين الشريفين، وتقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين.. بعض هذا وليس كله يوجب علينا شكر الله صباح ومساء، والتعاون على البر والتقوى، والجد في تعميق النهضة ومواصلة التنمية بالعمل المخلص المُتقن، والتكاتف حول قيادتنا التي أحببناها وأحبتنا، وأطعناها وفخرنا بها فأكرمتنا وأبعدت عنا الفتن في عالم يموج بالفتن المتتابعة كالليل المظلم.. .إننا حقا نعيش في وطن المجد والأمن والاستقرار والرخاء والعز والفخار.. والله الذي لا إله الا هو أنني أكتب هذا الكلام عن قناعة راسخة واستقراء عميق لماضينا القريب التعيس وحاضرنا المشرق السعيد وأنا أرى أحوال الدول من حولنا، والله لا أكتبه مجاملة ولا مبالغة فهو ما أشعر به في أعماقي وأقتنع منه بعقلي وقلبي وأود أن يشعر به الجيل الجديد الذين كثير منهم لم يعرفوا تاريخنا القريب ولا تخلفنا الشديد قبل قرن واحد فقط، داعياً للاعتزاز بهذا الوطن الغالي الكريم والتفاني في خدمته وحمد الله -جل وعز- على نعمته. أنا يا سيدي لا ما تجرعت العطش ينبوع.. ولا قد مرني قيظ وصميلي يابس وعطشان ولا اكلت الجراد اللي تساقط والزهر في طلوع.. سنة ابطى المديد ولا بقى زادٍ ولا سلوان ولا لي في الخلا ذودٍ ولا لي في البلاد زروع.. ولا كان الوبر والطين سقفٍ لي ولا جدران ولا اعرف الهجاد ولا صحيت من الكرى مفجوع.. على صوت الرمي عند البيوت وصيحة المقطان نجيت من الوبا ربي خلقني والوبا مقطوع.. وفاتتني المغازي ما قضب كفي رسن وعنان ولدت وفي السما فجر وأذان وفي القلوب خشوع.. على كفوف الرخا يا سيدي والعدل والإحسان ولكن شفت من هاك الظلام اللي سبقني شموع.. وسمعت من السوالف ما فتني يا أكرم الأوطان عرفتك سيدٍ شهمٍ كريمٍ في زمان الجوع.. عنيدٍ ما سلبك الفقر لا عزه ولا إيمان وشفتك عاريٍ حافي عجبت لراسك المرفوع.. متى كان المرض تيه ومتى كان العوز سلطان عشقتك والعرب تابع وأنت لحالك المتبوع.. عزيزٍ ما تطيق الذل لا ارضٍ ولا إنسان تصارعك الدول ما شيف مثلك صارع ومصروع.. كريمٍ لا ظفرت ولا انكسرت تجدد البنيان ثلاث قرون ما هي ثورةٍ هبت شهر وأسبوع.. ولا هي دولةٍ قامت على الأوهام والطغيان ثلاث قرون من نزف وعسر وقت وصبر ودموع.. وضرب بالهنادي من ربى الشام لرمال عمان حشا يا سيدي ما انته ثرى نفط وذهب مشروع.. ولا انته مشلحٍ عودي لمع زريه على الأمتان ولا أنته للفتن أرضٍ سكنها الجاهل المخدوع.. يشق بخنجره صدره ويرجي جنة الرحمن ولا أنت اللي بلا دينٍ ولا مبدأ ولا موضوع.. صديقٍ في الرخا وإلا متى مال الزمن خوّان سلامٍ يا هل العوجا سلامٍ بالفخر مشفوع.. عليكم يا هل الدين الحنيف وشيمة الفرسان سلامٍ يا رمالٍ من حدق عين ومهج وضلوع.. ويا شم الجبال اللي عليها من الرضا هتان حشا ما نرخصك مادام باقي للنخيل جذوع.. ومادام الوسم يرخي القلايد فأول الميزان (بدر بن عبدالمحسن)