عظم الله أجر الشعب السعودي والعالم الإسلامي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتقبله الله عنده في جميل رحمته. أكتب مقالي في يوم إعلان الوفاة والدفن والمبايعة والأوامر الجديدة، الجمعة 23/1/2015. لقد شهد هذا اليوم ولا شك صدمة للكثيرين، وكان سماع خبر الوفاة مؤلماً ومثيراً لردود فعل عنيفة على كافة الأصعدة، شخصية وإقليمية. انقلبت وسائل الإعلام المحلية والخارجية والدبلوماسية العربية والغربية ووسائل التواصل الاجتماعي الذي شهد فورة وهاشتاغات لا تتوقف في التعبير والمتابعة منذ سرت الإشاعة قبل منتصف ليل الخميس وبعده، وكلها تحاول أن تغطي وتلتقط هذه اللحظة التاريخية، لحظات المشاعر ولحظات الألم والفراق أو الأمل والمتوقع، تأمل وتحسب، تداع للتاريخ وما قدمه الملك لشعبه، تحليل لإنجازاته ومبادراته، إعادة صياغة تاريخ أو إعادة قراءته، التوقف عند مرحلة التحول أو الانتقال الذي تمر به المملكة اليوم، إلى حكم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وما يحمله الملك الجديد في جعبته لشعبه، الذي يطمح إلى استمرار الإصلاح والانفتاح والرفاهية والأمن والمزيد من المشاركة السياسية. العالم يترقب ويتابع كيف يتم انتقال السلطة وإلى أي مدى يجري ذلك في سلاسة وتتبع ترتيبات البيعة التي ترتبت قبل وفاة الملك. ولا شك أن لكل تحرك ولكل إضافة أو حذف معنى ودلالة سياسية في منظور الداخل والخارج. والتساؤلات قائمة حول كيفية تعاطي المملكة الجديدة في ظل قيادة جديدة وولي العهد الجديد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، مع الملفات المختلفة المحلية والإقليمية والدولية. لا شك أن عهد الملك عبدالله شهد نقلة نوعية في مجال الحقوق التي نالتها النساء لعلها سبقت توليه الحكم يشهد على ذلك توقيعه على اتفاقية مكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة الأممية عام 2000، ومصادقته على أن يتولى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أسسه عام 2003، بتناول قضية المرأة وحقوقها عام 2004، واستمر من أول يوم في حكمه بفتح باب مشاركة النساء في انتخابات الغرف التجارية في 2005، وفتحه بابه لمبايعة النساء ولقاء وفود من قطاعات مختلفة تربوية وجامعية وثقافية، والذي تبعه بالعديد من القرارات لعل أوجها كان عام 2011 عندما أعلن دخول المرأة مجلسي الشورى والبلدية بعضويتها الكاملة وبالتصويت والانتخاب، وقد تحقق عام 2013 دخولها مجلس الشورى وتستعد المملكة لدخول المرأة المجالس البلدية العام القادم بإذن الله، وحقق نقلة نوعية أيضاً على المستوى التعليمي في فتح مجالات واسعة من التعليم داخل المملكة ممثلة في الجامعات الجديدة التي تأسست، وخارجها ممثلة في المئتي ألف مبتعث ومتبعثة، ومجالات العمل الجديدة التي فتحت أمامها. ووفق الله الملك سلمان لحكم البلاد بالعدل والإحسان، وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف ليكونوا خير عون وخير خلف لخير سلف. لمراسلة الكاتب: [email protected]