نيابة عن أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يفتتح رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة الكويتي اليوم (الاثنين) بقراءة النطق السامي ايذانا ببداية الدورة البرلمانية الجديدة وهي آخر دورة كاملة لمدة سنة في عمر المجلس الحالي حيث يعقبها عام 2007 دور تكميلي من ستة أشهر فقط قبل اجراء انتخابات الفصل التشريعي الحادي عشر، وعشية بداية دور الانعقاد الجديد تبدو صورة ضبابية جدا تغلف العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية رغم التصريحات المتبادلة التي اعقبت اجتماع الحكومة والأعضاء على مأدبة سحور أعدها رئيس المجلس جاسم الخرافي أول من أمس حضرها أعضاء المجلس وأعضاء الحكومة يتقدمهم الشيخ صباح الذي اعرب عن ثقته خلال المأدبة بأن يتم التعاون بين أعضاء السلطتين لما يخدم مصالح الوطن والمواطنين الا ان جملة من القوانين التي ستطرح في هذا الدور والتي كانت محل تباين حكومي نيابي تعزز من فرضية تأزم العلاقة بين السلطتين نظرا لحساسية الملفات والقوانين التي يجب حسمها، ويأتي موضوع تطوير حقول الشمال على قائمة أبرز ما يجب اقراره من مشاريع وقوانين، حيث يحظى بمعارضة نيابية كبيرة بعد أن هدد مجموعة من النواب بالنزول إلى الشارع لوقف تمرير القانون، كما يعتبر موضوع الدوائر الانتخابية وقانون المطبوعات والنشر وقانون التجمعات مشاريع تأزم حقيقي بين السلطتين نظرا لتباين المواقف حيالها، وهو ما يعزز من أن يكون دور الانعقاد القادم دورا ساخنا بكل المقاييس خصوصا انه ما قبل الأخير في عمر المجلس والذي يشهده عادة محاولة كثير من النواب تسجيل مواقف شعبية استعدادا للانتخابات القادمة، ولن تكون قضية ترتيب بيت الحكم الذي وعد الشيخ جابر بحسمها قريبا بمنأى عن رسم اطر العلاقة بين السلطتين حيث سيحدد الترتيب الجديد للمناصب القيادية في الأسرة الحاكمة طريقة التعاطي النيابية والحكومية كذلك مع القضايا والقوانين المطروحة للحسم. وفي خطوة تنسجم مع التكهنات التي تثار حول قيام ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله بطلب إعفائه من منصبه كولي للعهد عند عودته إلى البلاد الاربعاء القادم، أبرزت صحيفة الأنباء الكويتية وعلى صفحتها الأولى خطاب الشيخ سعد عندما عينه أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد ولياً للعهد في 8/1/1978، وقالت الصحيفة ان أكثر من ثلاثين سنة مضت على ذلك الخطاب تعتبر فترة قصيرة في عمر الدول، مذكرة الشيخ سعد بما قاله آنذاك من إيمانه الراسخ بالقناعة الثابتة التي تجعل من الأمير وحده هو من يختار لولاية عهده، ومضت الصحيفة تقول إن الشيخ سعد قطع في ذلك التاريخ عهدا على نفسه ولمن يأتي من بعده لتولي منصب ولي العهد باحترام رغبة الأمير والقبول بما يتخذه من قرارات ايا كان نوعها وحجمها حتى لو تعلق الأمر بعزل من منصب أو تعيين فيه. وأوردت الصحيفة حرفيا ما قاله ولي العهد في خطابه ذلك واعتبرته نبراسا وعهدا وولاء وطاعة للأمير يجب الامتثال لها في كل الأحوال. ويأتي هذا التطور اللافت بعد أن أحجمت الصحافة الكويتية على مدى اليومين الماضيين عن الخوض والحديث في موضوع ترتيب بيت الحكم الذي يعتزم الشيخ جابر اتخاذ قرار حاسم حوله بعد عودة الشيخ سعد من رحلته العلاجية الأربعاء القادم والتي قالت مصادر كويتية مطلعة ل «الرياض» ان ابنه الشيخ فهد سعد العبدالله سيتلو بيانا يوم السبت القادم يعلن فيه طلب والده الشيخ سعد من الأمير اعفاءه من منصبه لظروفه الصحية.