صوت المذيعة الأمريكية باربرا وولترز متكسر وذو نغمة طفولية ولكن هذا الصوت الطفولي كشف الكثير من الحقائق وانتحب أمامه الكثير من الضيوف المشهورين وهم يعلنون عن أشياء يقولونها للمرة الأولى. بعض الضيوف قالوا عن لقاءاتهم مع باربرا أنك تشعر انك تتحدث عن أشياء لم تكن تتوقع أن تقولها. الزوجة السابقة للملاكم مايك تايسون قالت أثناء لقاء قديم مع باربرا بشكل غير متوقع إنه يقوم بإهانتها وضربها وعندما سألت بعد ذلك هل كانت معدة لقول مثل هذا الكلام قالت إنها لا تعرف كيف خرج منها مثل هذا الكلام القابع في أعماقها. ولكن يبدو بأنه ليس هناك سر غامض. السر يكمن في شخصية باربرا التي تعد من أهم وأغلى الشخصيات المحاورة في الإعلام الأمريكي. بالإضافة إلى موهبة باربرا الشخصية التي ولدت معها إلا أنها تملك القدرة على الإنسجام العاطفي مع الشخص حتى تجعله يبوح بأشياء في منتهى السرية والخصوصية. تعرض القناة الرائعة mbc4 منذ مدة حلقات البرنامج التي تشارك فيه باربرا والترز بعنوان (20/20) ومن خلال هذه اللقاءات يمكن أن تتعرف أكثر على باربرا. باربرا تلتقي مع زعماء دول ومجرمين وأشخاص قتلوا والديهم وترى أنها نفسها في كل الحلقات. إنها عبر صوتها المتكسر وعينيها الدامعتين وأسئلتها الصغيرة الدقيقة وتركيزها المشدود تمثل بشكل ما صوت الضمير الخاص بالشخص الذي يدخل معه دائما في حوار مستمر عن اخطائه ومشاكله ورغباته. أعتقد أن باربرا تستطيع أن تخرج هذا الصوت الروحي إلى العلن وامام الكاميرات وهذا بحد ذاته أمر عظيم جدا. في لقائها الأخير مع وزير الخارجية السابق كولن باول تحصلت على إجابات منه يحلم بها أي صحفي بالعالم وقال إجابة لأول مرة تصدر عنه وهي ندمه للخروج أمام العالم من خلال مجلس الأمن والتبرير للحرب على العراق من خلال الحجة التي ساقها وربطت بين حكومة صدام حسين وتنظيم القاعدة. باول تحدث بشكل تلقائي غير معتاد من السياسيين عن وقوفه مع رئيسه بوش وتألمه من موقفه هذا في مجلس الأمن وقالت زوجة باول أن هذا الامر سيبقى معه طويلاً. في لقائها الأخير مع الملك عبدالله والتي نشرت الصحف نصه كان الحوار مثيراً وقدم الكثير من الأفكار الجريئة والمهمة. مؤخرا ظهرت باربرا مع لقاء المذيعة أوبرا بعد إعلانها إعتزامها الخروج عن برنامج (20/20) وتحدثت باربرا عن مبادئها المهنية وحياتها الخاصة وكل هذا يرسم صورة ملائمة للإعلامي الناجح. باربرا تتميز بقيم مهنية ثابتة تراها في جميع حوارتها في حضورها اللطيف والمنسجم مع روح الضيف وبذات الوقت الحاد والمستقل والذي يوقفه عند نقاط مهمة ربما يريد أن يتهرب منها. بالنسبة لحياتها الشخصية قالت باربرا إنها تقوم بمراسلة وبشكل مستمر مع بعض ضيوفها وبعضهم مايزال في السجون. كل هذا يكون الصورة الصحيحة للإعلامي الحقيقي الذي يتميز بروح جامحة محبة للخير تسعى من خلال مبادئ مهنية راسخة إلى محاربة الظلم والفساد والخداع والقهر وكشف الحقيقية لجميع الناس وتوثيقها في التاريخ. أعتقد أن في الفضاء العربي الكثير من الرجال والنساء الذين بحاجة ليتعلموا من تجربة باربرا وولترز إذا كانوا يريدون أن يؤسسوا لإعلام حر ومستقل يكشف الزيف ويدافع عن الناس. في الفضاء العربي الكثير من المشاكل المهنية والشخصية أيضا.