هذه الأيام يشارك أبناؤنا تلاميذ وتلميذات المرحلة الابتدائية إخوانهم الاختبارات (اختبار الفصل الدراسي الأول) في سابقة غير مدروسة من وزارة التربية والتعليم حيث إنهم في السنوات الماضية بعد تطبيق التقييم المستمر في مثل هذه الأيام قد انتهوا من التقييم وبدأت إجازتهم إلا المخفقون منهم وهم القلة في الفصول العلاجية، والذين يحتاجون لإعادة شرح المهارات وإعادة التقييم وزيادة المتابعة فكان ذلك الوقت مخصصاً لهم مما يعطيهم فرصة أكبر لتحصيل ما فاتهم إلا أن قرار الوزارة قطع عليهم هذه الفرصة ليشاركهم وقتهم زملاؤهم المتقنون للمهارات وليسوا بحاجة لإعادة شرح أو توضيح أو إعادة تقييم بل إن البعض وقد يكون الأغلبية العظمى أو الكل من المتقنين للمهارات رصدت لهم المهارات والبعض مستوياتهم مطبوعة وجاهزة للتسليم وهم في قاعات الاختبار يؤدون الاختبار. فهل الطلاب هم المستفيدون؟! والمعلمون والمعلمات في تلك الأيام يفترض أن يكون مجهودهم منصبا على أولئك المخفقين المتأخرين دراسياً وإعادة الشرح للمهارات غير المتقنة وإعادة التقييم ثم الرصد إلا أن تلك الاختبارات أجبرتهم على إعداد أسئلة ونماذج إجابة وحضور لجان اختبارات والنتائج مرصودة مسبقاً وجاهزة للتسليم فهل المعلمون والمعلمات هم المستفيدون من هذا الاختبار الوهمي؟! أما نحن الأمهات والآباء فبعدما كنا نركز اهتمامنا على أبنائنا طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، متابعين لهم مطمئنين على وقت ذهابهم وعودتهم ثم بعد ذلك ينصب اهتمامنا على طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية، المذاكرة، المتابعة، الذهاب، العودة أما الآن.. فقد تضارب وقت خروج الأبناء فحسب القرار الوزاري يكون خروج طلاب المرحلة الابتدائية بعد الحصة السابعة بعد يوم دراسي كامل في حين ان خروج المرحلة المتوسطة بعد الانتهاء من الاختبار ما يزيد معاناة الأمهات والآباء في من يتولى مهمة احضار الأبناء من المدارس الأب يخرج من عمله كل يوم أم يقدم على إجازة من عمله (إجازة اختبارات)!؟ أم السائق يتولى ذلك؟ والطامة الكبرى إذا كان خروج طلاب المرحلة الابتدائية متزامناً مع طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية. ثم إن كان ابناؤنا وبناتنا طلاب المرحلة الابتدائية ممن يذهبون للمدارس مشياً على الأقدام فهل نكون على يقين بوصولهم لمنازلهم سالمين، لم يتعرضوا لمخاطر المفحطين أو المروجين أو شياطين الإنس؟ نحن الأمهات والآباء نفضل أن تكون اختبارات المرحلة الابتدائية متقدمة على المرحلة المتوسطة والثانوية حتى لو طبق نظام الاختبارات التحريرية وإلغاء التقييم المستمر حتى يخف علينا كثير من الأعباء وتوزيع الجهود على هؤلاء وهؤلاء. ويبقى سؤال: هل الآباء والأمهات هم المستفيدون من اختبارات المرحلة الابتدائية وهم يعلمون مسبقاً بنتيجة ابنائهم؟! أم أن الهدف الوحيد هو التأكد من حضور الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات؟ كان على الوزارة شغل معلميها ومعلماتها بما يزيد خبراتهم ويعزز الدافعية للعمل والبذل والإنتاج والإبداع والتميز فأتمنى من الوزارة الموقرة وعلى رأسها سمو الأمير خالد الفيصل أن تنظر في هذه الاختبارات ومدى صلاحيتها وأهميتها ومصداقيتها وأهدافها.