واصل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إلقاء درسه الأسبوعي في المسجد الحرام مساء الثلاثاء. وبدأ حديثه بإدانة العمل الإجرامي والهجوم الدموي الشنيع الذي وقع يوم الإثنين بمركز سويف الحدودي بمنطقة الحدود الشمالية، والذي أسفر عنه استشهاد قائد حرس الحدود المنطقة الشمالية واثنين من منتسبيه وإصابة آخرين على يد الأيدي الآثمة. وقال: إن الشريعة الإسلامية الغرّاء جاءت برعاية الأمن للبلاد والعباد وبحفظ الدماء وتعظيم شأنها ولزوم الجماعة مستشهداً بقوله تعالى « وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات»، وإن كل ما يأتي محققاً للأمن والسلامة ورعاية مقاصد الخلق في حفظ دينهم ونفوسهم وعقولهم وأعراضهم فهو من الأمور التي جاءت بها الشريعة وما خرج عن ذلك فإن الشريعة تنهى عنه. وأضاف:إن ما يحصل اليوم في بعض المجتمعات من التساهل في أمور الدماء وحمل السلاح على المسلمين وسلوك مسالك العنف أمر ترفضه الشريعة الإسلامية، التي جاءت بعصمة الدماء ولزوم الجماعة وقد جاء في الحديث: (لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يصيب دماً حراماً) وفي حديث آخر" لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل امرئ مسلم "لاسيما إذا كان المستهدفون هم من رجال أمننا البواسل المرابطون على ثغور الحرمين الشريفين وحدودها الآمنة الذي يعد نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله. وحذر معاليه المسلمين من هذه الأفعال الشنيعة وأنها خديعة أعداء الإسلام الذين جعلوا بلاد الإسلام ميداناً لها، وإن الدماء التي تراق دون وجه حق وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان وإرعاب وإرهاب ومسالك جاهلية، وأن الواجب على المسلم أن يحرص على تجريمها واستنكارها والإنكار على من يقوم بها وتحقيق الأمن الفكري بالحذر من مسالك التكفير والعنف والإرهاب والمسالك الضالة المنحرفة. ثم استهل معاليه درسه من كتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - وتناول فيه تفسير أواخر سورة (ق ). ثم انتقل إلى درس فقه السنة من كتاب "عمدة الأحكام من كلام خير الأنام" للحافظ عبدالغني المقدسي وأكمل فيه شرح الحديث الحادي عاشر من باب الطهارة والذي تحدث فيه عن فضل الوضوء وأثره ثم أجاب معاليه عن أسئلة الطلبة المتعلقة بما تضمنه الدرس.