لقي ثلاثة جنود من الجيش الليبي مصرعهم وأصيب اثنان آخران الليلة الماضية جراء الاشتباكات مع قوات عملية "فجر ليبيا" في مدينة بن جواد شمال البلاد. وقال الناطق باسم رئاسة الأركان بالجيش الليبي أحمد المسماري في تصريح صحافي أمس "إن مواجهات الجيش الليبي مع قوات فجر ليبيا في مدينة بن جواد أسفرت عن تراجع التنظيم إلى منتصف المدينة بعد أن دمر الجيش مجموعة كبيرة من الآليات التابعة للقوات". وتقع مدينة بن جواد في الوسط بين طرابلس وبنغازي. وكان مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية عاشور بوراشد قد طلب عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة بالقاهرة وذلك بهدف تدارس التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا وتصاعد وتيرة العنف والأعمال المسلحة هناك. وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريح صحافي إن الاجتماع يأتي في ضوء التطورات الأمنية في ليبيا لا سيما وأن أعمال العنف لم تعد تقتصر على استهداف المواطنين الليبيين أو المقيمين في ليبيا وإنما طالت أيضا المرافق الاقتصادية الحيوية التي تمثل ثروة الشعب الليبي ومقدراته وخزانات النفط. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تواصل اتصالاتها وجهودها المكثفة على مدار الساعة من خلال غرفة العمليات بالوزارة، وذلك بالتنسيق مع مؤسسات وأجهزة الدولة المعنية لمتابعة تطورات حادثي اختطاف مجموعة من المصريين في منطقة سرت بليبيا، في ضوء الإمكانيات المتاحة وأخذا في الاعتبار الظروف بالغة التعقيد على الأرض هناك. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير بدر عبدالعاطي في تصريح صحافي أمس إن أجهزة الدولة المعنية تعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية في إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف الليبية التي يمكن أن تسهم في التعامل مع حادثي الإختطاف سواء الحكومة الشرعية، أو شيوخ القبائل والعشائر المؤثرة في منطقة سرت ومحيطها، أو مع السفارة الليبية في القاهرة، أو الاتصالات التي يجريها سفير مصر في ليبيا مع شخصيات ليبية مختلفة، فضلا عن جهود لجنة التواصل المجتمعي الليبية، وذلك لاستجلاء الحادث ومعرفة ملابساته وسبل تأمين أرواح المصريين. وأضاف عبدالعاطي أن الاتصالات التي تجريها الحكومة المصرية لمتابعة الحادثين، تتم في ظل ظروف شديدة التعقيد، أخذا في الاعتبار حالة الانفلات الأمني القائمة وسيطرة الميليشيات المسلحة على هذه المناطق، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود تواجد مصري مادي على الأرض بعد إجلاء أعضاء كل من السفارة والقنصلية في طرابلس وبنغازي، وذلك أسوة بما قامت به مختلف البعثات الدبلوماسية الأجنبية في ليبيا بما في ذلك الأممالمتحدة التي أغلقت مقر بعثتها، فضلا عن عدم سيطرة الحكومة الشرعية على هذه المناطق.