انتشل رجال الإنقاذ أمس الجمعة أربعة قتلى من تحت أنقاض إحدى بنايات مجمع (مارقالاتاورز) المكونة من 11 دوراً والتي انهارت بكاملها جراء الزلزال الذي تعرضت له كشمير وإسلام أباد فيما انتشلت أول أمس الخميس 3 قتلى ومازال رجال الانقاذ يواصلون رفع الأنقاض للبحث عن 30 قتيلاً مازالوا تحت ركام أطنان من الخرسانة والحديد. وفي حديث ل«الرياض» قال السيد احتشام المسؤول عن رفع الاحصائيات اليومية: لقد انهارت إحدى عمارات المجمع والمكونة من 11 دوراً وبها ما بين 150 - 157 شخصاً قتل منهم 47 شخصاً ونقل للمستشفيات 88 مصاباً وكانت «الرياض» تواجدت أمس الجمعة بموقع الحدث الذي يشهد حضوراً إعلامياً يرصدون عمليات الإنقاذ فيما يرقب عوائل المفقودين تحت الأنقاض أمام المجمع عمليات الإنقاذ في انتظار انتشال بقية جثث أقاربهم وتبكي فاطمة بحرقة وهي ترقب العثور على ابنها وزوجته التي لا زالت تشعر بأنهم أحياء هكذا تقول: قلبي يقول انهم مازالوا أحياء مع إبلاغي بأن من تحت الأنقاض في حكم الموتى. وفي جولة لعدسة «الرياض» داخل المجمع السكني الذي انفصلت عنه إحدى العمارات وبقي على شكل عمارتين مفصولتين بعد أن كان مجمعاً واحداً، ورأينا تصدع المباني وتحطم الواجهات الزجاجية والأبواب الخشبية ولم يعد المبنى صالحاً للسكن مما حدا بالسكان لنقل ما تبقى صالحاً من أثاثهم المنزلي بواسطة السيارات إلى مساكنهم الجديدة فيما نصبت العديد من الخيام أمام المجمع لحراسته من السرقات وطوقت الأجهزة الأمنية محيط المجمع ومنعت الدخول لغير رجال الإعلام وساكني المجمع وتجمهر العديد من العوائل أمام أثاثهم المنزلي وهم في حيرة من أمرهم أين سيذهبون به، تقول مريم ل«الرياض»: كنت وأطفالي وزوجي موجودين في شقتنا بالدور التاسع ولم نشعر بما نحن فيه من هول قوة الاهتزاز إلا بعد توقفه حيث سقط الباب على أحد أبنائي ونقل للمستشفى، فيما أصيب زوجي بجروح من زجاج البلكونة الذي تحطم داخل الصالة، أما أنا كنت في المطبخ وتناثرت أشياء على الأرض تماماً وبقية أبنائي الثلاثة لم يصبهم سوى جروح بسيطة ولكن نفسياتهم منهارة ومنومون بالمستشفى لمتابعة حالتهم النفسية، حيث بقي ابني امتياز يوماً لم يتحدث بكلمة واحدة حتى ظننته أصيب بالصمم ولكن الأطباء طمأنوني على وضعه الصحي وهو يتحدث الآن بطلاقة. وتضيف احد جيراننا 3 من أبنائهم يعانون من عدم السمع نهائياً لتعرض طبلة الأذن للخرم نتيجة قوة الاهتزاز والصفير المصاحب له، ولا تخلو شقة سكنية من التأثر بالزلزال حتى الأبواب والدواليب الخشبية تشاهدها وتتعجب وكأنها قطعت بمنشار خشبي. وهذه الصور تحكي قوة الزلزال الذي مازالت إسلام أباد تشهد ارتداداته حتى أول أمس الخميس ما يجعلهم يباتون في الغالب في العراء ويعودون في الصباح وقد نصح المسؤولون الجميع بالخروج من المنازل والعمائر السكنية بأقصر المسافات والانتظار في الخارج لمدة تتجاوز الساعة خوفاً من الارتدادات التي تعقب الهزة مباشرة وفي الغالب تكون أقوى من الهزة الأولى.