أظهرت النتائج الرسمية أمس فوز السياسي التونسي المخضرم الباجي قائد السبسي بأول انتخابات رئاسية حرة في تونس بنسبة 55.68 في المئة مقابل 44.32 في المئة لمنافسه الرئيس الحالي المنصف المرزوقي. وتمثل الانتخابات الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديمقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالحاكم المستبد زين العابدين بن علي في 2011، وكانت مصدر إلهام لانتفاضات "الربيع العربي". والسبسي مسؤول سابق في إدارة بن علي التي كان يسيطر عليها حزب واحد لكنه طرح نفسه على أنه تكنوقراط، واستفاد حزبه "نداء تونس" من رد الفعل ضد الحكومة الإسلامية التي تولت السلطة في البلاد عقب الانتفاضة، والتي حمّلها كثير من الناخبين المسؤولية عن الاضطراب بعد 2011. وبعد إقرار دستور تقدمي جديد وانتخاب برلمان كامل في أكتوبر/ تشرين الأول أشيد بتونس بوصفها مثالاً للتغيير الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار انتفاضات الربيع العربي في 2011. وتفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الانتفاضات في ليبيا ومصر، لكن توترات تحدث من حين لآخر. ولا يزال الإسلاميون المتشددون الذين ظهروا بعد الانتفاضة يمثلون خطراً، وقتل مسلح ليل السبت، وألقي القبض على ثلاثة آخرين بعد أن فتحوا النار على مركز اقتراع في محافظة القيروان بوسط تونس. ويقود حزب السبسي العلماني البرلمان بعد أن هزم حزب حركة النهضة الإسلامي في وقت سابق هذا العام، وكان حزب النهضة فاز بأول انتخابات تشريعية في تونس عقب الانتفاضة في 2011. ويرفض السبسي ما يقوله منتقدون من أن فوزه سيمثل عودة لرجال النظام القديم، ويقول إنه الرجل الخبير الذي تحتاجه تونس بعد ثلاث سنوات اتسمت بالاضطراب في ظل حكومة ائتلافية قادها إسلاميون. وتشهد مدينة الحامة التابعة لولاية قابس جنوبتونس حالة توتر واحتجاج لأنصار المرشح الخاسر في السباق الرئاسي. وشهدت أعمال العنف حرق إطارات السيارات في الطرق ورشق قوات الأمن بالحجارة ليل الأحد. وذكرت وسائل إعلام محلية أن أعمال العنف استؤنفت أمس في المدينة حيث طالب بعض الأهالي بإطلاق سراح المحتجين الموقوفين أول من أمس بسبب تورطهم في أعمال شغب. وتعد ولاية قابس (400 كم جنوب شرق العاصمة) عموما أحد أبرز معاقل المرشح المنصف المرزوقي، حيث صوت الناخبون فيها بأغلبية ساحقة قاربت 95 ألف صوت مقابل نحو 30 ألف صوت للسبسي.