كشفت دراسة حديثة حملت عنوان (العوامل المؤثرة في الأفكار المنحرفة والمتطرفة لدى الطلاب من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود إلى أن هناك أسبابا وعوامل تؤدي إلى ظهور الأفكار المنحرفة والمتطرفة الدى الطلاب من أهم تلك العوامل العوامل الدينية المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب والمتمثلة في إصدار الغلاة للفتاوى مما أدى إلى التغرير بالشباب ودفعهم إلى الانحراف الفكري، والتجرؤ على الفتوى من غير علم لتبرير منهج التطرف، والاعتقاد بوجوب قتال وإخراج غير المسلمين من جزيرة العرب، وزعم الجماعة المتطرفة في خطابها الرغبة في تطبيق مبادئ الشريعة، بالإضافة إلى إيجاد الغطاء الشرعي لتعزيز منهج التكفير من خلال الأخذ بظواهر النصوص، وعدم قبول المختلفين في الأفكار. جاء ذلك في رسالة دكتوراه أعدها صاحب السمو الأمير نواف بن سعد بن عبدالله بن تركي أل سعود ونال عليها درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية بقسم علم الاجتماع، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري وناقشها كل من سعادة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله العقيل، من جامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الزبن، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وتناولت الدراسة العوامل الدينية والاجتماعية والأسرية والاقتصادية والسياسية ومصادر تكوين الانحراف الفكري المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود. القصور في دور المدرسة أدى إلى الوقوع في الانحراف وتربية الشباب على الطاعة العمياء لأصحاب الفكر المتطرف وأوردت الدراسة جهود المملكة العربية السعودية في مواجهة الفكر المنحرف، وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في مكافحة الانحراف الفكري والتأكيد على وسطية المنهج الإسلامي ونبذ التطرف والعنف والإرهاب. وشمل مجتمع الدراسة جميع أعضاء هيئة التدريس بجامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود للعام الجامعي 1434/1435ه والبالغ عددهم (400) أستاذ وأستاذ مساعد وأستاذ مشارك. وتوصلت الدراسة إلى أن من أهم العوامل الاجتماعية المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب ضعف الأمن الفكري في المدرسة مما يسمح بالعبث بعقول الشباب، والقصور في دور المدرسة أدى إلى الوقوع في الانحراف الفكري، وتربية الشباب على الطاعة العمياء لأصحاب الفكر المتطرف. وبينت الدراسة أن من أهم العوامل الأسرية المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب انشغال الوالدين عن التربية يؤدي إلى الوقوع في الانحراف الفكري، كما أوضحت الدراسة أن أهم العوامل الاقتصادية المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب انتشار البطالة بين بعض الشباب الذي يساعد في تبني تلك الأفكار المنحرفة، والفقر والحاجة قد يكونان سبباً لقيام بعض الشباب بأعمال ضد المجتمع، وبينت الدراسة أن من أهم العوامل السياسية المرتبطة بالانحراف الفكري لدى الطلاب ضعف دور وسائل الإعلام في توعية الشباب، وقلة الوعي السياسي لدى الشباب، وتكفير المجتمع بشكل عام يعزز الانحراف الفكري والتطرف، وذهاب البعض للجهاد في مناطق الصراع في بعض الدول الإسلامية. وكشفت الدراسة أن أهم مصادر تكوين الفكر المتطرف لدى الشباب تلقي العلم الشرعي من خلال الفتاوى الفردية الضالة والمضللة. وأوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات التي تساهم في الحد من ظاهرة الانحراف الفكري بعدة توصيات كان من أبرزها: قيام أئمة المساجد بدورهم في تعريف أفراد المجتمع بالمفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي. كما أوصت الدراسة بمعالجة الفقر عن طريق استحداث وخلق فرص العمل للشباب. ومن التوصيات الخاصة بالعوامل السياسية اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة ظاهرة الانحراف والتطرف الفكري وتفعيل دور لجان المناصحة لتوعية الشباب وتعزيز الأمن الفكري لديهم. الأمير نواف بن سعد أثناء المناقشة