السياحة هي اكتشاف أن الجميع مخطئون في رأيهم عن الدول الأخرى ألدوس هكسلي. عندما أخطط لزيارة أي بلد فغالباً ما أبدأ رحلتي بالسؤال ماذا أريد من هذه الرحلة هل هي سياحة ترفيهيه بغرض الاستجمام والترويح عن النفس، أم سياحة دينية كزيارة الأماكن المقدسة، أو سياحة شاطئية وهي في البلدان الساحلية والتي يتوفر بها شواطئ جذابة مثل دول بحر الكاريبي، ودول حوض البحر المتوسط، والذي يرتبط بها نوع آخر وهو سياحة الغوص، أو سياحة ثقافية كالقيام بجولة بانورامية لأهم الآثار التاريخية، فلا تكاد تخلو منطقة في العالم من همسات التاريخ، وكذلك زيارة المواقع الثقافية والمتاحف واكتشاف عادات وتقاليد الشعوب الاخرى التي نزورها، ولكل فرد فينا ميوله وعشقه وقد أغرمت في نوعين من السياحة الأول:السياحة التأملية وتسمى سياحة التأمل وتعتبر من أرقى أنواع السياحة العالمية، وهو منتج سياحي جديد على المستوى العالمي، بدأ أول تسويق له على المستوى العربي في الأردن حيث تم اطلاق اولى فعالياته في 14/2/2014 في البحر الميت. وهذا النوع من السياحة يصحبك مختصون في مجال التأمل والتفكير لاختيار أماكن الفعاليات المناسبة من قبل هؤلاء المختصين فمناطق التأمل والتفكير في مجال هذا النوع السياحي لا تكون عشوائية وإنما تتطلب شروطا خاصة ودقيقة، حيث يحدد الخبراء الدوليون والمتخصصون في الطاقة، أنه يجب أن تتوفر فيها كافة الخصائص المتعلقة بالطاقة الايجابية التي يحتاجها جسم الإنسان وتساعده على الاسترخاء والتفكير والتأمل وإطلاق الأفكار والإبداعات. وأصبحت عنصراً من العناصر الرئيسية المكونة لقطاع السياحة العالمي، وتشتهر بها دول شرق أسيا والهند. أما النوع الثاني المذهل فهو سياحة المغامرات: وهو يستهوي الأفراد الذين يبحثون عن نوع معين من النشوة والمخاطرة، كرحلات التجديف في الأنهار العليا وركوب الأمواج في البحار الهائجة ورحلات الصيد في أعالي البحار وسباق القوارب في فصل الشتاء، وتسلق الجبال كجبال اطلس، حيث تضم كل الاشخاص الذين يركزون على البحث عن الخبرات الغامضة ويعيشون لحظات من التحدي والاستكشاف والخطر. والمطلع على جغرافية مملكتنا الحبيبة سوف يجد التنوع الجميل حيث الشاطئ والسهل الجبل والخضرة والصحراء المذهبة والطقس البارد فمن جنوبها الأخضر الى شمالها البارد ومن وسطها الصحراوي حتى شرقها الساحلي الهادئ، ومن غربها المكتظ بعبق الروحانية والحياة الصاخبة التي لا تهدأ، الى الإثار المتناثرة في كل مكان، يحضرني صور زرتها لمناطق مختلفة في العالم بعضها لا يختلف كثيراً عما يوجد في المملكة ولكن الفرق انها وجدت عناية مختلفة ودائما لإبراز جمالها وميزتها النسبية عن غيرها عن طريق وضع خطط وادارتها بشكل مستدام، وعملية التخطيط السياحية يجب أن تكون جزءاً من عملية الحفاظ على البيئة او التنمية المستدامة في المنطقة، وهذا ما نحتاجه لتنشيط السياحة في المملكة، فهي تعتبر قطاعاً شاملاً يحوي مجموعة من الاعمال التجارية المترابطة، وعند التخطيط للسياحة يجب الأخذ بعين الاعتبار الغاية المستهدفة والسعي الى تحقيق بعض الأهداف عن طريق ربط الموارد والبرامج المتاحة مع حاجات السكان.