هزت جريمة قتل ارتكبها مواطن سعودي في العقد الخامس من العمر حي الجامعة (جنوبجدة) صباح أمس، بعد أن أقدم على قتل أم طليقته من مسدس وأصاب طليقته في يدها اليسرى وشقيقتها بإصابة أدت إلى كسور في منطقة الحوض وأسفل الصدر والذراع ، فيما أسدل الجاني الستار على مسرح العملية بإضرام الحريق في أجزاء من المنزل ومسرح الجريمة وينهي بذلك حياته هو الآخر بإطلاق النار على نفسه ليقلى مصرعه على الفور. وأوضح المتحدث الرسمي بالنيابة في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أن الدوريات الأمنية تلقت في تمام الساعة الثامنة من صباح أمس بلاغا يفيد بنشوب حريق في منزل شعبي مكون من دورين بحي الجامعة جنوبجدة وتم تمرير البلاغ لإدارة الدفاع المدني. وأضاف أنه بمعاينة الموقع اتضح وجود حادثة جنائية تسبب فيها مواطن سعودي في العقد الخامس، وذلك بدخوله إلى منزل أسرة سعودية مكونة من أم وشقيقتين، وأقدم الجاني فور دخوله بإطلاق النار على الأم البالغة من العمر 65 عاما من مسدس بحوزته أردتها قتيلة على الفور، فيما سدد طلقة للفتاة الأخرى "طليقته" - بحسب البوق - والبالغة من العمر 27 عاما وأصيبت في اليد اليسرى، ثم أطلق النار على شقيقتها (23 عاما) وأدت إلى إصابتها بكسر في القدم اليسرى تلا ذلك قيام الجاني بإضرام النار في الدور الأول من المنزل ثم قام بإطلاق النار على نفسه من نفس المسدس الذي كان بحوزته. وأشار البوق إلى أن فريقا من الخبراء في الأدلة الجنائية باشر الموقع وقام برفع وقوعات مسرح الجريمة، إضافة إلى استلام محضر ضابط الدفاع المدني بعد معاينته ورفعه لوقائع مسرح الحادث وأحيل ملف القضية بالكامل إلى دائرة الاعتداء على النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام. من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أنه في تمام الساعة الثامنة وأربع دقائق من صباح أمس ورد لغرفة عمليات الدفاع المدني بلاغ عن طريق الدوريات الأمنية يفيد عن نشوب حريق في منزل شعبي مكون من دورين بحي الجامعة بمحافظة جدة، وتم تحريك فرقتي إطفاء وإنقاذ وإسعاف، وعند الوصول تبين أن هناك شجارا عائليا ووجود طلق ناري مع اشتعال النار بمجموعة من الأثاث في الدور الأرضي من المنزل، وعملت فرق الإنقاذ في البحث عن محتجزين بينما أخمد الحريق عن طريق فرق الإطفاء، نتج عن الحادث حالتا وفاة وإصابتان نتيجة عمل جنائي، وتم نقل المصابتين عن طريق الهلال الأحمر إلى المستشفى، وباشر ضابط التحقيق عمله بالموقع، ومن خلال وقائع مسرح الحادث سلم بكامل ملابساته لشرطة جدة. من جهته، أفاد شاهد عيان بحسب الوطن أنه شاهد امرأة في العشرينات من عمرها وهي تسقط على الأرض من المبنى الذي وقعت فيه الجريمة. وأضاف "ربما يكون أحد ما داخل المنزل قد أسقطها من الدور الثاني، لقد كانت تصرخ بقوة وتطلب النجدة". وأضاف الشاهد أن المرأة ارتطمت بقوة على الأرض وكان واضحا أنها أصيبت بكسور عدة في جسدها حيث لم تقوَ على الحركة حتى أتت سيارة الإسعاف لنقلها. وأكد شهود آخرون أنهم لاحظوا بعد ذلك نشوب حريق في نفس الشقة التي سقطت منها المرأة، حيث تم التعامل مع الحالة بعد تبليغ الدفاع المدني والشرطة التي باشرت الحادث في أقل من 10 دقائق. إلى ذلك، أكد مصدر طبي في مستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر بجدة - فضل عدم ذكر اسمه - أن قسم الطوارئ استقبل حالتين لمصابتين تبين لاحقا أنهما شقيقتان وشخصت إصابة الأولى بإصابتها بكسر في منطقة الحوض وأسفل الصدر والذراع نتيجة سقوطها من مكان مرتفع، وتم تنويم الحالة في العناية المركزة، وبفحص الحالة الثانية (طليقة الجاني) تبين أنها مصابة بطلق ناري في اليد والكتف وتعاني من جروح في يدها اليسرى ويواصل الفريق الطبي معالجتها. من ناحيته، أكد شاهد عيان آخر أن رجال الدفاع وقت مباشرتهم للحريق عثروا على جثتين ونقلتا بسيارة تابعة للصحة إلى ثلاجة مستشفى المحجر وتبين لاحقا أنها لوالدة طليقة الجاني وكان سبب الوفاة إصابتها بطلق ناري، فيما نقلت جثة الجاني بعد أن أقدم على الانتحار وكان سبب الوفاة طلق ناري في منطقة الرأس. ورجح أحد جيران العائلة أن تكون هناك مشاكل عائلية قادت الجاني إلى دخول منزل السيدة المسنة وابنتيها، وبين أن العائلة مسالمة جدا ولا تحب المشاكل وأنها المرة الأولى التي يحدث لها هذا الأمر، لكن الجميع يتحدثون الآن عن كيفية دخول الجاني إلى منزل عائلته طليقته بهذه الطريقة وارتكاب جريمته، مبينا أن شعورا من الخوف دب في كافة جيران العائلة المنكوبة، على حد تعبيره.