في ردة فعل على تجاوزات الشؤون الصحية في منطقة حائل، أعلن أمس، الدكتور عبد العزيز بن نخيلان الشمري مدير مستشفى حائل العام، إعفاءه من منصبه الحالي مديرا لمستشفى حائل العام. وبحسب الزميلة " الإقتصادية " برر الشمري الأسباب بقوله: ''تقدمت بطلب إعفاء من منصبي الحالي بخطاب إلى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل، احتجاجا على ما يحصل في المستشفى من تجاوزات غير مبررة من قبل الشؤون الصحية، وأرسلت صورة من الإعفاء لأمير منطقة حائل''، وأضاف النخيلان أن من ضمن أسباب تقديم الإعفاء عدم تعاون الشؤون الصحية مع إدارة المستشفى، وعدم تنفيذ المشاريع وأعمال الترميم التي وجه بها الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة، قبل نحو عامين خلال زيارته التفقدية للمستشفى، حيث أمر حينذاك بعشرة ملايين ريال قيمة مشاريع تخص المستشفى، وأن العذر جاهز ما بين تحت الدراسة وما بين اختيار المكتب الهندسي، وما بين دراسة احتياج المستشفى. وبين الدكتور النخيلان، أن هناك تجاوزات عدة تقوم بها الشؤون الصحية، ومنها، التدخل غير المبرر من قبل الإدارات الإشرافية التابعة للشؤون الصحية في حائل، الأمر الذي أدى إلى أخطاء طبية جسيمة. وحمل الدكتور النخيلان الشؤون الصحية المسؤولية في تأخر المشاريع وتجميدها، كذلك عدم اتخاذ القرار المناسب في موضوع تجديد عقود الصيانة والإعاشة والصيانة الطبية. وذكر النخيلان أن العقود منتهية منذ أكثر من عام، وأن متعهد التغذية يعتمد في عمله على التعميد المباشر (يجدد كل شهر)، وأن عملية التخدير تأتي من الشؤون الصحية كل شهر على أمل إرساء المشاريع على شركة، وأشار النخيلان إلى أن عمل المتعهد الحالي ليس كما المتفق عليه في العقد السابق، وأن المتعهد يعتبره مؤقتا، ولذلك لا يكترث لما يقدم، موضحاً أن ترسية المشاريع تقع على مقاولين وصفهم بالضعيفين، أسهموا في تهالك البنية التحتية للمستشفى، مع تخاذل من إدارة المشاريع والشؤون الهندسية في الشؤون الصحية. فيما ذكر الدكتور النخيلان، أن قضية نقل الدم التي وقعت مطلع شهر رمضان الماضي، التي راح ضحيتها جنين وإصابة والدته بفشل كلوي كانت سببا في اتخاذه القرار، وكان أحد أسباب تقديم اعتذاره عن إدارة المستشفى، وأن القضية أحيلت إلى الهيئة الطبية كجهة اختصاص، وتبين أن الخطأ مشترك ما بين موظف المختبر وممرضة القسم، والطبيبة. وأوضح الدكتور النخيلان، أنه لا يستطيع أن يتحمل أوزار هؤلاء المرضى، مبيناً أن الأخطاء الطبية خارجة عن إطار المستشفى، وحمل الدكتور النخيلان إدارة الشؤون الصحية في حائل مسؤولية هذه الأخطاء، مبيناً أن هناك كثيراً من موظفي المستشفى غير مدربين، وتنقصهم الخبرة والمعرفة، وأن الممرضة التي نقلت الدم جديدة ولا تتقن اللغة الإنجليزية، وتفتقر إلى مقومات التمريض. وبين الدكتور النخيلان أن مستشفى حائل العام ينقصه عديد من الكوادر الطبية، وقال: ''هناك نقص شديد في موظفي المختبر، ولا يوجد سوى طبيبة واحدة مكلفة بتغطية احتياج قسم النساء والولادة في المستشفى، مشيراً إلى أنه تم مد المستشفى بأكثر من 50 ممرضة سعودية يفتقرن إلى أبسط مقومات التمريض. وأبان الدكتور النخيلان، أن الأمور تؤول إلى حيث لا نتيجة، وقال: ''حيث وصلنا إلى ما وصلنا إليه، فإنني فضلت أن أخدم وطني في مكان آخر، وأن أتيح الفرصة لغيري لإكمال المسيرة''. وفي السياق ذاته، كشفت ل ''الاقتصادية''، مصادر، عن تقديم فهد بن حميدان الشويقي، مدير مستشفى بقعاء العام اعتذاره عن القيام بمهام مدير المستشفى لمدير عام الشؤون الصحية في حائل. وقالت مصادر أخرى داخل الشؤون الصحية في حائل إن طلبات الإعفاءات المتوالية التي تشهدها مستشفيات المنطقة تأتي طبيعية، في ظل التسريبات بأن الأيام القادمة ستشهد عمليات تغييرات واسعة في مستشفيات حائل. وأكدت المصادر أن طلب إعفاء مديري مستشفى حائل العام وبقعاء أتت كردة فعل تحسبا لعملية إعفائهما خلال الفترة القادمة.