بدأ المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تنفيذ دراسة مسحية تشمل جميع مناطق المملكة لمعرفة مستوى الوعي والاتجاهات والسلوكيات لدى شرائح المجتمع تجاه استخدامهم للطاقة الكهربائية التي تشهد تزايداً في الاستهلاك قدر بنحو 7% سنوياً، الأمر الذي قد يشكّل عبئاً مالياً على الاقتصاد الوطني نتيجة لزيادة بناء محطات توليد كهربائية وخطوط نقل وتوزيع لتغطية هذا الطلب الذي قدرت تكاليف دعم إنشائها بأكثر من 15 مليار ريال خلال الخمسة أعوام المقبلة. وأوضح محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج عبدالله الشهري أن إنتاج الطاقة الكهربائية في المملكة يمثل 37.5% من الاستهلاك الأولي للطاقة، نال القطاع السكني منه نسبة 50 %، بينما القطاع الصناعي لم يتجاوز 20%، مبيناً أن هذه النسب أقل معدلات الاستهلاك في دول الخليج العربي، لكنها لا تعني أنها جيدة لأن دول الخليج تعاني من إفراط في استهلاك الكهرباء. وبين الشهري أنه خلال السنوات الماضية تجاوزت معدلات استهلاك الكهرباء في المملكة نسبة 7% سنوياً، بسبب الطفرة السكانية والعمرانية التي تعيشها البلاد،وانخفضت النسبة خلال عام 2011 لتصل إلى 3.5%، وهو معدل الاستهلاك الطبيعي في العالم، مفيداً أن التوقعات والدراسات تشير إلى أن معدل نمو الاستهلاك للعشر سنوات القادمة سيكون بنسبة 5% تقريباً. وفيما يتعلق بتغيير الجهد من 127/220 فولت إلى 230/400 فولت، أكد محافظة هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، أن هذا التغيير لا يؤثر إطلاقاً على تكلفة استهلاك الكهرباء، مشيراً إلى أن الهدف من التغيير هو تحسين خدمات الكهرباء من خلال رفع كفاءة الأجهزة وخفض الفاقد في شبكات التوزيع وزيادة عدد المشتركين المخدومين من محطات التوزيع، إلى جانب رفع مستوى السلامة ودعم الصناعة المحلية، بحيث لا تضطر إلى تصنيع أجهزة تعمل على الجهدين أو إنشاء خطي إنتاج لكل جهد. وفي ذات السياق كشف مدير عام المركز السعودي لكفاءة الطاقة نايف العبادي أن المركز يعمل حالياً على تأسيس جائزة وطنية بمسمى "جائزة ترشيد الطاقة ورفع كفاءة استخدامها" بهدف تعزيز نشر أنشطة ترشيد الطاقة من خلال إعلان وتكريم الأمثلة الناجحة لأحسن الأفكار والتجارب والتطبيقات والمشاريع في مجال ترشيد استهلاك الطاقة، بينما يتوقع من هذه الحملة أن تُسهم في تخفيض 40% من نسبة استهلاك الفرد للكهرباء المقدرة بنحو 8000 كيلو واط في الساعة، لتصل إلى 3000 كيلو واط في الساعة، إلى جانب التقيد بنصائح الترشيد الأخرى المتمثلة في العزل الحراري، والنوافذ المزدوجة، وتنظيف المكيفات، والاقتصاد في تشغيل الأجهزة الكهربائية وقت الذروة.