عرضت كل من نيكاراغوا وبوركينا فاسو اللجوء للعقيد معمر القذافي إذا طلب ذلك، وذلك فيما واصل الثوار الليبيون بحثهم عن أبنائه، بينما خصص رجال أعمال ليبيون مكافأة مالية لمن يمسك بالقذافي. وقال مستشار لرئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا إن حكومة بلاده ستنظر في منح اللجوء للقذافي إذا طلب ذلك، لكنه اعترف بصعوبة تسوية هذا الأمر بسبب عدم وجود سفارة لبلاده في ليبيا. وأضاف الثلاثاء لمحطة تلفزيونية "لا أعرف كيف يمكن أن يصل القذافي إلى هنا من ليبيا، لأننا لا نملك سفارة في ليبيا"، علما بأن نيكاراغوا كانت من أهم حلفاء القذافي في أميركا اللاتينية. يذكر أن حكومة نيكاراغوا أعلنت في مارس/آذار الماضي تمثيل ليبيا في الأممالمتحدة بعد استقالة مندوبها عبد الرحمن شلقم. كما ذكرت وسائل إعلام غربية في وقت سابق أن أبناء القذافي حثوا والدهم على الخروج للعيش في نيكاراغوا، علما بأن أورتيغا أعلن أنه اتصل هاتفيا بالقذافي عدة مرات وعرض عليه تقديم الدعم. وفي سياق متصل، عرضت بوركينا فاسو -التي حصلت في السابق على مساعدات ليبية ضخمة- على القذافي أيضا اللجوء، لكنها اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا. وقال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسول إن القذافي يمكنه الإقامة في المنفى ببلاده، رغم أنها موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتابع باسول -دون تقديم تفاصيل- أنه "باسم السلام أعتقد أننا سنتخذ مع شركائنا في المجتمع الدولي أي خطوات ضرورية". وفي خطوة لافتة، اعترفت تشاد -وهي أيضا متلق رئيسي للمساعدات الليبية- بالمجلس الوطني، وبهذا تنضم الدولتان الأفريقيتان إلى قائمة تضم أكثر من 40 دولة اعترفت بالمعارضة التي سيطرت قواتها على معظم أراضي ليبيا. وغالبا ما اتهم المعارضون الليبيون تشاد المجاورة بدعم القذافي بإرسال مرتزقة لإخماد الثورة، لكن نجامينا نفت الاتهام. يذكر أن وفدا من المعارضة كان في نجامينا الأربعاء عندما أعلن وكيل وزارة خارجية تشاد اعترافه بالمجلس ودعاه لحماية المصالح التشادية في البلاد. في غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز بأن مجموعة من الثوار المدججين بالسلاح دخلوا فندق كورينثيا وسط طرابلس (الذي يضم الصحفيين الأجانب) وطالبوا بتفتيش كل الغرف في الفندق بعدما سمعوا أن الساعدي بن معمر القذافي موجود داخله. وأضافت الوكالة أن مجموعة من الثوار وصلوا إلى الفناء الأمامي للفندق في شاحنة عليها مدفع مضاد للطائرات، ودخلوا الفندق جريا وسدوا المداخل المؤدية إلى المصاعد استعدادا لتفتيش المبنى غرفة غرفة. وكان الصحفيون الأجانب الذين حوصروا عدة أيام في فندق ريكسوس بالعاصمة، نقلوا إلى فندق كورينثيا بعد الإفراج عنهم الأربعاء.