أوضح أمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة اليوم أن الله خلق الخلق ليعبدوه ونصب لهم الأدلة على عظمته ليخافوه ووصف لهم شدة عذابه ودار عقابه ليكون ذلك قامع للنفوس عن غيها وفسادها وباعث لها إلى فلاحها ورشادها . وأوصى المسلمين بأن يحذروا ما حذرهم وأن يرهبوا ما أرهبهم من النار التي ذكر في كتابه وصفها ، وجاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نعتها بأنها دار اشتد غيظها وزفيرها وتفاقمت فظاعتها وحمي سعيرها سوداء مظلمة دهماء محرقة لاتبقي ولاتذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر لايطفئ لهبها ولايخمد جمرها ، دار خص أهلها بالبعاد وحرموا لذة المنى والاسعاد جهنم يصلونها فبئس المهاد ، قطع ذكرها بطبقاتها ودركاتها وأبوابها وسرادقها قلوب الخائفين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم / والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار / . وأبان فضيلته أن الجنة أقرب إلى الشخص من شِراك نعله والنار كذلك. وأن النار التي يوقدها الشخص جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم موضحاً إن ما يجده الشخص من حر الصيف وهجير القيض نفس من أنفاس جهنم يُذكره الله بها، وأن قعر جهنم وعمقها هو 70 خريفا . وبين فضلية الشيخ البدير أن الصراط يُنصب على متن جهنم بفضاضاتها وفضاعتها وقصف أمواجها وجلبت ثورانها في خطاطيف وكلاليب ؛ فيمر المؤمنون على قدر أعمالهم كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل . فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم . وأن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ومنهم من تأخذهم إلى حجزته ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته وأن أُهلها يساقون إليها نصبون وجلون يدعّون إليها دعّا ويدفعون إليها دفعا يُسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون تغلي بهم كغلي القدور إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور. وقال فضيلته أن أهل النار يستغيثون من الجوع فيغاثون بأخبث طعام أُعد لأهل المعاصي والآثام وهي شجرة الزقوم طعام أهل النار مستدلاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم / لو أن قطرة من الزقوم قُطرت في الأرض لأمرّت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره / مشيرا إلى أن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذابا. واختتم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي ببيانه عن كيفية دوام عذاب أهل النار ودوام حزنهم وأن بقاءهم محتوم فلا يبرحون ؛قال الرسول صلى الله عليه وسلم / إن أهل النار ليبكون حتى لو اُجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم ( أي مكان الدمع ) / مشيراً فضيلته إلى أنه لا يُرحم باكيهم ولا يُجاب داعيهم وأنه قد فاتهم مرادهم وأحاطت بهم ذنوبهم ولا يزالون في رجاء الفرج والمخرج حتى يُنادي المناد يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت.