صحة السياسة الاقتصادية للمملكة... منتدى جدة ومعرض قطع الغيار العسكرية نموذجا يعود الفضل في ازدياد وتيرة التغيير السريع التي تشهدها الهيئات والمؤسسات الاقتصادية في المملكة إلى انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، وما رافق ذلك من تفعيل الحكومة لأنظمة جلب مستثمرين من خارج البلاد، بالإضافة إلى تنظيم منتديات اقتصادية على مستوى عالمي كمنتدى جدة الاقتصادي الذي انتهى قبل أيام والذي يعتبر نقطة مضيئة في خارطة الاقتصاد السعودي، وغيرها من الأنشطة والفعاليات الأخرى. ورغم أهمية المنتديات في الخروج من دائرة السوق الضيقة إلى أفق السوق العالمي، إلا أنها أي المنتديات ، ليست وحدها الشاهد على ارتفاع وتيرة النهضة الاقتصادية في البلد، إذ أن معرض قطع الغيار والمواد المتعلقة بالقوات المسلحة والذي اختتم قبل أيام في العاصمة الرياض، برعاية سمو الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية، أثمر عن دخول 121 شركة وطنية على خط صناعة ما يزيد عن ستة آلاف قطعة لصالح معدات الجيش السعودي، دليل إضافي على صحة السياسة الاقتصادية التي تنتهجها المملكة في سبيل الرقي بالاقتصاد ودفع عجلته نحو الأمام وصولا إلى الهدف الأسمى وهو العالم الأول. ولدخول القطاع الخاص في مشروع الصناعة الحربية أهمية على أكثر من صعيد لعل الأهم والأبرز منها هي مشاركة السعوديين في صناعة أسلحة بلادهم، وثانيا لما يمكن أن توفر هذه الصناعة على الدولة من الشراء بالدولار لقطع غيار ومعدات ومواد بإمكان الشركات السعودية توفيرها وبمنتج وطني خالص. وبالعودة إلى منتدى جدة الاقتصادي نرى أنه لم يخرج عن هذا الإطار من معلومات غنية أطلع رجال وسيدات الأعمال عليها عبر طرح مواضيع اقتصادية تخدم مجتمع الأعمال، وقدمها نخبة من رجال الاقتصاد في العالم، ونقلوا فيها تجارب بلدانهم في كيفية النهوض باقتصادها. ولم يكن المنتدى الاقتصادي بوابة لمشاريع استثمارية يستفيد منها مجتمع الأعمال، وإنما هو ملتقى لتبادل الأفكار بين المشرع وجميع الجهات التجارية، وكما نعلم فإن الفكر هو القاعدة التي تبنى على أساسها المشاريع الاقتصادية، فكيف لو كانت القاعدة مهلهلة وغير مبنية بشكل جيد، ومن هنا تأتي أهمية المنتدى في إشراك خبراء ومختصين في ورش عمل المنتدى استطاعوا أن يقدموا عصارة فكرهم بحثا عن مخارج للأزمات التي يعاني منها اقتصادنا، وليس علينا نحن سوى تجيير تلك الأفكار وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع خصوصية مجتمعنا واقتصاده. فقد أعطى المنتدى الاقتصادي مساحة كبيرة لمشاركة مجتمع الأعمال من خلال تنظيمه وحضوره وآلية رصد الحركات الاقتصادية في العالم وتوصيلها للمجتمع المالي في المملكة وعرض لقصص النجاح العالمية، وأكبر المتحدثين كانوا يسعون لأن يكون لهم موطئ قدم في منتدى جدة، يشرحون من خلال حضورهم كيفية رسم معالم الطريق للنجاح اقتصاديا، إذ أن مؤشرات أي نجاح تكمن في كمية التوعية التي يتلقاها المتلقي (رجل الأعمال وسيدة الأعمال السعوديين)، أما عن عقد الصفقات التجارية فتعتبر جزئية بسيطة لا تقاس بحكم التجارب المقدمة، كما لا يمكن بأي حال من الأحوال الحكم على نجاح أو فشل المنتدى من خلالها. بسام أخضر