هناك دائماً خط رفيع يفصل في حياة الدول بين (النجاح والفشل).. وهو ذلك الخط الفاصل الذي يتيح التفرقة بين (الزائف والصحيح) ويسمح بالمفاضلة والاختيار بين (القشور البراقة) وبين (الجوهر الحقيقي). ربما لا أكون مغالياً اذا وصفت حديث الملك عبدالله الى الأمة عندما قال (يا شعبي الكريم.. أنتم في قلبي) هو بمثابة رسالة حب فما اجمل ان تقوم العلاقة بين المواطن والحاكم على الحب والثقة والأمل في المستقبل والفهم المتبادل لمتطلبات الحياة والسعي على تحقيقها من قبل القائد. فوحدة الأمة دائماً في قلب الملك عبدالله وفي عقله ووجدانه وهو في كل مناسبة يتحدث الى مواطنيه في مناطق المملكة يتميز بالوضوح والشمولية كعادته حفظه الله في مخاطبة امته، غير ان أهم ما يميز هذا الحديث هو تلك الروح الحقيقية بأن شعبه في قلبه ووجدانه.. حقاً انه غرس طيب. انه حقاً رجل توحد مع خصوصية امته تلك حقيقة ساطعة وتحت لوائها.. يجوز للمؤرخين الاجتهاد ويتعين على المفكرين والمثقفين البحث والتحليل لأن الجوهر الذي صاغه الملك عبدالله هو الاصرار على الحصاد المستمر في التنمية الشاملة والمستدامة التي هي نتيجة غرس طيب. ربما لا أكون مغالياً مرة أخرى انه غرس طيب وحصاد مستمر عكستها المراسيم الملكية التي صدرت مؤخراً لتواصل البناء والتطوير والتحديث على طريق النهضة السعودية.. ان ذلك بداية لمرحلة جديدة مشرقة في اطار الحصاد المستمر. والمملكة بفضل قيادة الملك عبدالله الذي تتميز قيادته أو يمكن وصفها بأنها غرس طيب وحصاد مستمر ستجعل المملكة ان شاء الله افضل حالاً في حاضرها واكثر ثقة في مستقبلها. فمع كل هذه الانجازات نجدد العزم مع الملك عبدالله على مواجهة كل التحديات، ولنعزز المكاسب الوطنية التي يشع نورها في كل قرية ومدينة، ونشاركه في بناء غد افضل لكل الأجيال، يفتح افاقاً واسعة لمستقبل واعد من التقدم والازدهار.. وستتواصل المسيرة الوطنية مع الملك عبدالله لانها غرس طيب وحصاد مستمر. لذلك اقول وبكل صراحة ان الحصاد المثمر الذي يجنيه الشعب السعودي على جميع المحاور الداخلية والخارجية في هذه الأيام انما هو نتيجة غرس طيب الذي يقوده الملك عبدالله ويفتح الآفاق أمام زيادة فرص العمل للشباب السعودي لكي يساهموا في مسيرة التنمية الشاملة. ان سياسة الغرس الطيب تؤدي بالفعل الى اداء متميز على جميع المحاور التعليمية والصحية والاسكان والاستثمار.. ان الحقيقة التي لا يختلف عليها احد ان الملك عبدالله وضع محاور التنمية الشاملة ضمن اسلوب الغرس الطيب الذي سيؤدي الى حصاد مستمر يحقق اهداف التنمية الشاملة. وكانت ملحمة الغرس الطيب ونتائجه الايجابية في الحصاد المستمر من اجل وضعنا على طريق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي.. اي ان الغرس الطيب هو نهضة قوية شاملة، تنطلق داخل حدودنا، وستحدد بمواصفاته بحساب الظروف وتطورات العصر وقواعد عمله. لذلك اقول بكل وضوح ان سياسة وفلسفة الغرس الطيب والاعتناء به يرسم بوضوح او بالاصح يقود الى برنامج للتنمية الشاملة وتحقيق اهدافها في مجالات الاسكان، الصحة والتعليم والاستثمار والعمل والامن وهي ستكون حصاداً مثمراً ومستمراً على طريق التنمية الحقيقية والايجابية. لذلك فان المشروع القومي للتنمية في اطار مفهوم الغرس الطيب هو كونه اكبر خطة اقتصادية، لكنه عمل وطني واسع المدى، يراه الملك عبدالله لاطلاق طاقات الدولة ويستنهض كافة القطاعات غير الاقتصادية، والتي تعد في الحقيقة عناصر أساسية لدفع التقدم وهي : التعليم، الصحة، والتكنولوجيا والتقانة والامن. بمعنى آخر يرى اسلوب الغرس الطيب ان برنامج التنمية الشاملة ونجاحها من اول اساسياته احداث طفرة في كافة شرايين المجتمع السعودي وتعزيز غريزة الهوية وحب الوطن. لكل ذلك سعى الملك عبدالله الى بلورة المفاهيم والقواعد والسياسات التي يمكن ان تقود مركبة التنمية الى تحقيق أهدافها المنشودة. فالتنمية لا تنجح في نظر الملك عبدالله الا اذا اعتمدت على العمل المؤسسي الناجح، الذي يتيح الفرصة للكوادر السعودية المتنوعة للتعمق في سير عملية التقنية. وميزة كبرى في اطار اسلوب الغرس الطيب والحصاد المستمر لكي يكون اداؤه متميزاً على جميع المحاور، هو ان هذا الاسلوب يقوم على رؤية استراتيجية واضحة ومحددة الملامح للنهضة الوطنية التي تحقق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي بحيث تستوعب قوى الدولة ومواردها البشرية والمادية ووضع توقيت زمني للتنفيذ، ومحاسبة ومساءلة مستمرة لكل من يعهد اليه بجانب او بقطاع من قطاعات التنمية الوطنية في اطار النظام وقوانينه.