كلمة خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) التي ألقاها والقرارات التي أصدرها كانت حديث الأب بقلبه الكبير والعطوف والمتلمس العارف بحاجيات شعبه وما يسعدهم ويعينهم، إن الأوامر لم تكن مستغربة على ملك الإنسانية الذي كان على تواصل دائم مع شعبه في رحلته العلاجية، ولم ينقطع سؤاله عنهم، ملك يتلمس مواقع الحاجة لدى شعبه، ويضع دستور القرآن الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهاجاً لكلماته، وها هو (أيده الله) قد أصدر حزمة من القرارات بعد عودته لأرض الوطن بالسلامة، لاقت استحساناً وسروراً من شعبه، وها هو يصدر قرارات جديدة تطرقت لكل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والعسكرية والدينية. إن دعم خادم الحرمين الشريفين لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ليس بمستغرب على قيادة هذا الوطن التي خدمت القرآن الكريم، ودعمت أهله منذ المؤسس الأول الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وقد سار على نهجه أبناؤه البررة على التوالي إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رعاه الله)، الذي خص هذه الجمعيات القرآنية بمبلغ (200) مليون ريال لاشك أنه سيسهم في مزيد من تطوير رسالة الجمعيات في تعليم وتحفيظ ونشر القرآن الكريم، الذي هو دستور هذه البلاد المباركة ونهجها في إحقاق الحق وترسيخ العدالة. وتخصيص(300) مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد حرصاً من خادم الحرمين الشريفين لقيام هذه المكاتب بدورها المناط بها في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، اقتداء بنهج السلف الصالح في الوسطية والاعتدال. وما تخصيص (500) مليون ريال لترميم المساجد والجوامع إلا حرصاً من خادم الحرمين الشريفين(حفظه الله) على تعظيم بيوت الله بما يليق بها من البناء والتجهيز والعناية والرعاية، لتحقيق رسالتها السامية في توعية المواطنين وتوجيههم إلى الارتباط بخالقهم ورازقهم، كما أن عناية خادم الحرمين الشريفين بتوقيره لعلماء الأمة لدليل على اهتمامه ( حفظه الله) بالعلماء وعلى رأسهم مفتي عام المملكة وهيئة كبار العلماء، واستشعاره بما يجب نحو علماء الأمة الأفاضل الذين هم حراس الدين وذلك بإنشاء مشروع لإدارات البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة ومجمع فقهي سعودي، وإن القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين تأتي تباعاً للقرارات التي اتخذها (حفظه الله) في ابتعاث أكثر من سبعين ألف طالب وطالبة للدراسة في مختلف الجامعات على مستوى العالم، وذلك على نفقة الدولة كما أعلن (رعاه الله) من قبل بتحسين مستوى المعيشة لجميع موظفي الدولة بمنحهم 15% زيادة في رواتبهم، وهذا دليل على أن خادم الحرمين الشريفين ومنذ أن تولى الحكم وهو يسعى للإصلاح والاهتمام بالشباب والموظفين وجميع أفراد الشعب، وكل هذه الأوامر التي تشع نوراً وحكمة أساسها وذروة سنامها ومجملها قائم على تحكيم شرع الله ونصرة دينه، والرد على من ظن أن الانفتاح والتوسع في الحريات يمكن أن يكون بمعزل عن الالتزام بعهد قطعته هذه الدولة المباركة وقامت على أساسه، وهو أن دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وشرعها شريعة الإسلام، وأن كل ما يصدر منها ويحدد مواقفها، إنما يقوم على هدي القرآن والسنة النبوية.