من عاش فترات مرت على بلادنا مقارنة بما نعيشه الآن يجد ان هناك تفاوتاً واضحاً بين هذه الفترات والوضع الآن بشأن حجم الجريمة وانتشارها بشكل تصاعدي واخذت في التنوع المخيف على بنية المجتمع السعودي الطيب بعد ان اسس مؤسس هذه البلاد نعمة الامن وبث عناصر الاخوة والتسامح في المجتمع بعد توحيده وجعله ينعم بالأمن والامان واستمر هذا النهج متبعاً عبر تاريخ المملكة ولكن وجود تغيرات دراماتيكية في العالم من حولنا بحكم التواصل الإعلامي والاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي خلق عوامل خلل في بنية المجتمع السعودي على مختلف شرائحه وخاصة شريحة الشباب الأكثر تأثراً وتأثيراً وفي ظني انه من واقع انواع الجرائم التي تجري لدينا اكثرها السطو من أجل المال بالسرقة والاغتصاب المباشر وهذا يدل عليه الواقع عند تصنيف انواع الجرائم التي تحدث وعندما نحدد من يقوم بهذه الجرائم نجدهم مع الأسف فئة الشباب والمراهقين من ابناء البلد مع مشاركة فئات اخرى من الوافدين الى بلادنا في جريمة السرقة والمطلوب عمل بحوث علمية تجري بشكل دقيق بالتعاون مع الدوائر الامنية لرصد الاسباب ووضع العلاج الناجع للحد والقضاء على الجريمة بشتى أنواعها وهذا يتم ضمن خطط متقنة بهدف حماية البلاد والعباد من الجريمة التي اخذت حديث الصحافة والمجالس ولا نجد لها حلولاً ولا توعية ومن المؤكد ان الاسباب واضحة للعيان. لذلك ندرك مجمل اسبابها ومسبباتها ومن هذه الأسباب وجود البطالة وخاصة فئة الشباب المقبل على حياة جديدة تدفعها الحاجة الى محاولة الحصول على المال بأي طريقة كانت بعد الانعدام امامه على الحصول على عمل مناسب يلبي حاجته المادية لذلك حان الوقت لقيام الدولة بجهود ملموسة نحو توفير العمل المناسب لكل شاب سعودي ووضع الكل في بوتقة العمل الذي يوفر الوقت والجهد لبناء الوطن لأن الوظيفة وفرصة العمل تدخل ضمن مفاهيم الامن العام للوطن والمواطن ولذلك تسود عوامل الراحة والسعادة والانشغال بالعمل وبهذا تقل نسبة الجريمة بكافة لأن البطالة وحدها تشكل العامل الاول لتغذية الجريمة والواجب يدعوا الى الاهتمام بتوفير سبل العيش الكريم لكل مواطن في ظل تنامي مطالب الحياة في هذا العصر الذي يشكل كابوساً مخيفاً في مطالبه الحياتية لكل انسان وخاصة الشباب العاطل عن العمل والعمل العنصر المهم والمعادلة الصعبة في جعل الوطن يعيش الاستقرار وراحة البال ففي السابق كانت فرص العمل متاحة في الزراعة وتربية الماشية والأعمال الاخرى المتوفرة قبل مجيء الوافدين الينا ومع كثافة تعداد السكان قلت فرص العمل ولكن بالخطط سوف نستطيع توفير العمل لكل طلابه ضمن خطط وطنية تدرس اوضاع البطالة ووضع الحلول لها ونقضي على الاحباط واليأس عند الشباب وبالتالي نحمي البلد من الجريمة التي اخذت في الانتشار مثلها مثل الوباء الفتاك كما ان هناك بعض العوامل التي تغذي الجرائم الاخرى مثل انتشار جرائم الاعتداء بين الشباب في مدارسنا كما حصل في مدرسة بوا في الطائف مؤخراً ومصدر ذلك نتيجة غياب الضبط والربط في مدارسنا وسيادة العصبية القبلية ويجب التعامل مع ذلك وفق الاساليب التربوية المجدية ولا احد ينكر انتشار ايضاً اسباب اخرى تغذي نمو الجريمة في بلادنا مثل المخدرات التي اخذت في الزيادة في هذا الزمن نتيجة الدافع المادي لدى المهربين لها واستخدام وسائل جديدة في ايصالها الى البلاد لتخريب عقول ابناء هذه الامة لذلك يجب ايقاع اشد العقاب على المروجين لها بكل قوة الى جانب تجنيد العديد من رجال الامن لمراقبة حدود المملكة المترامية الاطراف كما ان هناك ايضاً جرائم الرشوة والفساد الاداري يجب مواجهة ذلك بقوة الارادة والخطط والانظمة التي تشرع للحماية من هذه الاخطار . حمى الله الوطن والمواطن من الجريمة والاجرام انه سميع مجيب.