أشاد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بتبني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مسابقة جائزة سموه الكريم لحفظ القرآن الكريم الدولية للعسكريين, وقال سماحته أن تكفل سموه الكريم بهذه الجائزة التي تحمل اسمه الكريم أمر ليس بجديد على من عرف بالبذل والخير والمساهمة في نشر دين الله والدعوة إليه وخدمة كتاب الله في هذا البلد الكريم أمر ظاهر لا يحتاج إلى مزيد بيان، وأعظم نعم الله علينا في هذه البلاد بعد نعمة الإسلام أن وفق ولاة أمرنا حفظهم الله لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحاكم إليهما. وقال : :إنه غير خاف على كل مسلم أن القرآن كتاب الله له مكانة عظيمة يجب توقيره واحترامه والصدور عنه, تحليل حلاله وتحريم حرامه والعمل بحكمة والايمان بمتشابهه, فهو من أعظم نعم الله على أهل الإسلام يقول الله سبحانه:(لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). وأفاد أن الله قد جعل هذا الكتاب خاتماً للكتب السابقة جامعاً لما فيها من الخير والصلاح مهيمناً عليها (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) هذا الكتاب هو كلام الله (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) تكلم الله به حقاً وأنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وحياً محفوظ من الزيادة والنقصان والتبديل والتحريف (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وقال: إن كتاب الله له مكانة عظيمة وهو أيضاً من المعجزات بأوجه من الإعجاز يقصر البيان عن ذكرها ولا أظن عبداً يحيط بها من جميع جهاتها فهو معجز في لفظه وبيانه, ومعجز في تيسير تلاوته وقرآنه ومعجز فيما حواه من قصص الماضيين لنعتبر, ومعجز فيما حواه من عقائد وشرائع الدين لنمتثل ومعجز بما حواه من أخبار الغيب لنؤمن ونسلم. فهو آية ظاهرة وحجة باهرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى أن يأذن الله برفعه آخر الزمان. هذا وإن لتلاوة القرآن وحفظه واقامة حروفه وحدوده أجراً عظيماً وفضلاً كبيراً قد نوه الله بها ونوه رسوله صلى الله عليه وسلم, يقول الله سبحانه: (الذين يتلون الكتاب وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار, ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) أخرجه البخاري ومسلم. ومضى يقول أن أهل القرآن العاملون به هم أهل الرفعة في الدنيا والآخرة فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) أخرجه البخاري و مسلم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما (كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً). وإجلال حامل القرآن العامل به من إجلال الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم, وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) أخرجه أبو داود وحسنه الترمذي. والقرآن شفيع لصاحبه يوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إقرؤوا القرآن فإنه يأت يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) أخرجه مسلم. ويجب على من أراد حفظه أن يستحضر النية ويخلص لله عز وجل في هذا العمل لأنه عبادة وألا يريد بذلك جاهاً ولا مالاً يقول الله تعالى:(من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمة فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ....) الحديث أخرجه مسلم, نعوذ بالله من حالة السوء. وأبان إن التنافس في حفظ كتاب الله وتعلم العلوم المتعلقة به لمن أعظم القربات وهو من المسابقة في الخيرات, وتشجيع هذا الأمر نرجو أن يكون عملاً صالحاً, وما قام به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز من وضع جائزة لمسابقة حفظ القرآن الكريم الدولية للعسكريين، أمر طيب وظاهر ولا يحتاج الى مزيد بيان وأعظم نعم الله علينا في هذه البلاد بعد نعمة الاسلام أن وفق ولاة أمرنا حفظهم الله لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتحاكم إليهما. فأسأل الله العلي القدير أن يوفق القائمين على هذه المسابقة لكل خير وأن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ويجعل ذلك في ميزان حسناته ويرزقنا جميعاً الإخلاص لله في القول والعمل.