قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الآية الأنفال: 46 على أرفف المكتبات وبين صفحات الكتب والمراجع قصص تاريخية تروي ظمأ الباحثين عن الحقائق التاريخية والوثائقية المخطوطة وبين كل سطر جملة تقول : “ إننا أسرة واحدة لا انقسام بيننا “ لكن حال مادون وحفظ بعثرته الأيام برياح العواصف القادمة من الجهات الأربع ليكون التبعثر وسط دائرة لاقطر محدد لها . آسف على حال تغير وغياب ظهر لعلاقات أسرية نتيجة للبحث عن مركز يحول الإنسان من شخصية عادية إلى صاحب جاه وسط مجتمع محدود الأفراد أما المال بأوراقه البنكوتيه قد لايرى بالعين لكنه يدون بأرقام في رصيد داخل بنك محلي . صور سلبية أخذت في الظهور خلال الفترة الحالية بين المطوفين نتيجة لما قيل إنها انتخابات لاختيار أعضاء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة فأصبح الأخ ينافس أخاه للوصول إلى مقعد المجلس وانقسمت العائلة الواحدة إلى أفراد مشتتين أما المال فقد غدا لدى البعض وسيلة لجذب الناخبين عبر رسائل متضمنة إجراء سحوبات على الحضور من الناخبين بهدف جذبهم للتصويت . قد نلوم وزارة الحج لكونها لم تحدد ضمن شروطها “ عدم ترشح أكثر من فرد للانتخابات “ وقد نلومها أيضا ل “ سماحها لبعض المرشحين باستخدام كافة الوسائل لجذب الناخبين حتى وان كانت بسحوبات تجرى لدى النساء “. وان تشتت العائلة أو تجمعت وان وزعت جنيهات الذهب او لم توزع فان العقل قبل القلب هو من يحكم على واقع حال انتخابات مؤسسات الطوافة . لكننا نقول من تجربة مضت لانتخابات دورتين سابقتين وانتخابات أخرى أجريت في الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ونادي الوحدة الرياضي والانتخابات البلدية وانتخابات بعض هيئات ومؤسسات المجتمع المدني إن واقع حال انتخابات مؤسسات الطوافة لايبشر بخير فالمتسابقون نوعان نوع ملتزم بتماسك الأسرة الواحدة وتحكيم العقل . ونوع ذو فريقين الأول يسعى للوصول بسحوبات ذهب توزع على النساء والآخر يستهدف الوصول بأي وسيلة حتى لو أدى ذلك إلى تشتيت الأسرة إلى أفراد . قد يقول البعض وما الحل وما دور وزارة الحج في ذلك ؟ . وهنا نقول بأن اللائحة التنظيمية لانتخابات مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف “ المطوفون الوكلاء الادلاء الزمازمة “ للدورة الانتخابية الثالثة للفترة من 1432 1435 ه لم تراع مابتنا نلحظه فلو اشترطت اللائحة فرداً واحداً من الأسرة وحظرت استخدام السحوبات التي حولت المطوفين إلى متسوقين بمحل تجاري لأمكننا وجود تنافس شريف بين المرشحين حتى إن امرأة قالت “ إن كانت قائمة توزع ذهبا في حملتها فلابد أن تعوضه لاحقا “ وأخرى تحدثت بفخر أسرتها قائلة “ من الصعب أن اشترى بذهب وأسرتي معروفة ومرموقة “ . وبعيدا عن التشتت الأسري وسحوبات الذهب فان السلبيات التي ظهرت خلال الدورة الانتخابية الحالية يصعب إحصاؤها حتى أن بعض الرسائل الترويجية أشارت في حروف كلماتها ومضمون جملها إلى إساءات مباشرة لبعض الأشخاص . ترى هل نعتبر انتخابات المطوفين الشعرة التي قصمت ظعر البعير ؟ . أم هي جدار فصل بين الأسر أومهرجان تسوق يستهدف الربح المالي ؟. الأمل معقود على وزارة الحج بحكم إصدارها للائحة وإشرافها على مؤسسات الطوافة فمن يصل إلى مقعد مجلس الإدارة يجب أن يكون مؤهلا لذلك وبجدارته لا بتشتيته للأسر أو دفعه للذهب .