الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.. فمن نعم الله عز وجل علينا أن أكرمنا بالإسلام .. دين الاعتدال والوسطية، والبعد عن الإفراط والتفريط، والغلو والتطرف أيا كانت أسبابه ودواعيه، كما جاء هذا الدين العظيم شاملاً لكل مناحي الحياة، وتمثلت الوسطية والاعتدال في تعاليم الإسلام الميسرة، وفي الفهم والتفكير والعبادة والحوار والسلوك، وفي الحياة بكل صورها ومجالاتها. والمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وإلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله اتخذت الدين الإسلامي عقيدة وشريعة ومنهجاً في كافة شئونها، كما اتخذت موقفاً ثابتاً لمحاربة التطرف والإرهاب وبيان سماحة الدين ووسطيته واعتداله بشتى الطرق والأساليب المشروعة فكانت لها العديد من المواقف الواضحة والمبادرات المتعددة والجهود المتواصلة، وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في هذا الإطار. ولأهمية الدور الثقافي لقطاعات التعليم بشكل عام، وبخاصة الجامعات تجاه المجتمع، ودور الجامعات التعليمي والتربوي تجاه طلابها وطالباتها في بيئة تتسم بالوسطية والاعتدال وتخلو من الغلو والتطرف يأتي تنظيم جامعة طيبة لمؤتمر (دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي) لتحقيق أهدافه المتمثلة في تأصيل وتعزيز مبدأ الوسطية علمياً وعملياً بين شباب العالم العربي وبيان المنهج الصحيح في الاعتقاد والفكر والسلوك والتعامل لتحقيق مبدأ الوسطية، واقتراح برامج عملية لتعزيز الوسطية بين شباب العالم العربي، والإسهام في تهيئة بيئة وسطية في الجامعات العربية، ومعالجة الأسباب الدافعة لبعد الشباب العربي عن الوسطية. أشكر القائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه متمنياً لهم التوفيق والسداد، وتحقيق المؤتمر الأهداف المنشودة، والخروج بتوصيات ومقترحات وبرامج عملية تعزز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي. اسأل الله أن يحفظ لنا ديننا وولاة أمرنا، وأمننا واستقرارنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.