رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أمس الندوة العلمية التي تنظمها جامعة أم القرى ممثلة في معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بعنوان (البحث العلمي في الجامعات الخليجية -الواقع والتطلعات) وذلك بقاعة الأمير فيصل بن فهد بمقر الجامعة بحي العزيزية بمكةالمكرمة . وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان ووكلاء الجامعة وعميد معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بالجامعة الدكتور زايد بن عجير الحارثي . وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للندوة بالقرآن الكريم ثم القي مدير الجامعة الدكتور عدنان بن محمد وزان كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وبالمشاركين في الندوة معربا عن شكره وتقديره لرعاية سموه لهذه الندوة العلمية . وأكد أن التعليم والبحث العلمي هما المحركان الفاعلان لعجلة التنمية وان ما يصرف على البحث العلمي في العالم الإسلامي هو احد المؤشرات الرئيسية في مجالات النمو الاقتصادي . وبين مدير جامعة أم القرى إن اهتمام الجامعة باقامةهذه الندوة يأتي إنفاذا لما دعت إليه القمة العربية التي عقدت بالرياض والتي أعلنت فيه إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي بما يعمق الانتماء العربي المشترك ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة ويرسخ قيم الحوار والإبداع ويكرس مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة الايجابية الفاعلة للمرأة. بعد ذلك القى عميد معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي الدكتور زايد بن عجير الحارثي كلمة أوضح فيها أن البحث العملي هو أحد مؤشرات تقدم الأمم حيث ان البحث العملي مرتبط بحياة الإنسان وتطوره بشكل متنام . وأكد أن موافقة المقام السامي على إقامة هذه الندوة يأتي من منطلق الرعاية الكريمة والدعم السخي للبحث العملي الذي تعاظمت انطلاقته مع إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في ثول والتي تعد انطلاقة نوعية ونموذجا يجب أن يقود المسيرة وان يكون نموذجا للجامعات ويحرك الراكد وينشط المتحرك ويدفع إلى المزيد من التنافس البناء حتى نتقدم الصفوف . وأبان الدكتور الحارثي انه يشارك في هذه الندوة نخبة من الباحثين والقائمين على مراكز بحثية من المملكة ومن دول الخليج التي ستكون إن شاء الله جديدة في محتواها وفي إخراجها ونتائجها بحيث يكون الحوار أساسها والشفافية روحها والبناء هدفها ومرتكزها . عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين في الندوة ألقتها صاحبة السمو الملكي الاميرة لولوه الفيصل عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عبرت فيها عن شكرها لجامعة أم القرى لتنظيمها هذه الندوة العلمية والإعداد لها والدعوة إليها . وبينت سموها أن البحث العلمي هو الأساس الذي تبنى به الأمم وتتطور الحضارات حيث البحث العلمي اليوم ليس مجرد صحائف تصنف وكتبا تؤلف وبحوثا تكتب ومشاريع بحثية تطبع وتنشر وحسب بل هو قبل هذا نظرة عميقة وتخطيط سليم وإيمان مطلق وقناعة تامة تنطلق منها المؤسسات والمراكز العلمية والجامعات وكل قطاعات المجتمع البحثية نحو آفاق أرحب وأوسع لعالم المعرفة واقتصادياتها والثقافة ومخرجاتها والعطاءات العلمية النافعة . وأشارت إلى أن امتنا الإسلامية قدمت في سابق الزمان وباعتراف المنصفين من العلماء والمفكرين غير المسلمين أنموذجا حيا لما يمكن أن تكون عليها الحضارة الواعية والثقافة المؤثرة والتي سيكون لها إن شاء الله ثم بعزيمة المخلصين من قادتها وعلمائها وباحثيها ومفكريها عودة لساحة الصدارة وأن تتبوأ المكانة السابقة لها . واستعرضت سموها الدور المتنامي والمهم الذي تقوم به المرأة السعودية خاصة والخليجية عامة في المجتمع ضمن إطار تعاليم دينها وتقاليدها وتراثها وهي تسهم في بناء مجتمع المعرفة واقتصادياتها وترسيخ ثقافة البحث العلمي من خلال الباحثات الرائدات في شتى علوم المعرفة والتي وصلن إلى أعلى المراتب العلمية وحصلن على جوائز عالمية وان ذلك لم يكن ليتحقق لولا إيمان المجتمع بمكانتها وعطائها الايجابي في ميدان البحوث العلمية وما تحظى به من دعم وتشجيع . اثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة رحب فيها بالمشاركين في الندوة من الاكاديميين و الباحثين العاكفين على قضية البحث العلمي في هذه الجامعات وفي هذه الندوة التي تستضيفها جامعة أم القرى لدراسة الوضع القائم ولطرح مشروعات التطوير التي تحقق التطلعات الخليجية لمواكبة العصر مؤكدا سموه أن استضافة جامعة أم القرى لهذه الندوة يجسد إيمانها بأهمية التواصل والتكامل وتبادل الرؤى والأفكار بين أصحاب الهم المشترك على المستوى الأكاديمي الخليجي وانطلاقا من قناعة الجميع بأهمية البحث العلمي والدور الكبير للجامعات في مجاله . وأكد سموه أن البحث العلمي هو الآلية المثلى لابتكار وسائل ترقية الحياة الإنسانية في شقيها المادي والمعنوي تحقيقا لاستخلاف الله الإنسان على الأرض من اجل العبادة والعمارة وذلك باكتشاف العلماء والباحثين لما وهبهم الله من عقل وحكمة لأسرار المادة التي أوجدها الخالق جل وعلا في صور شتى وتوظيفها لصالح مشروع الحضارة الإنسانية في صورها المتعاقبة منذ اكتشف الإنسان البدائي النار والى آخر ما يتوصل إليه البحث العلمي من أسباب الحضارة حتى قيام الساعة . وقال سموه : لذلك تشتد ضراوة السباق بين بني الإنسان في هذا المضمار وتخصص الدول الواعية جعلاً كبيرا من دخلها لهذا الغرض كما تقدر جهود العاملين في مجاله أيما تقدير وهم بدورهم يفنون أعمارهم في خدمة الإنسانية عامة وفي رفع شان أمتهم خاصة باعتبار البحث العلمي هو الأساس الأول للتصنيف العلمي بين الدول. وبين سموه أن هذه الندوة تأتي دلالة قاطعة على استشعار الجميع المسؤولية الجليلة لجامعات الخليج عن تطوير المشروعات وتنشيط الإرهاصات القائمة في مجال البحث العلمي والإمساك بالفرص لتحقيق التطور المنشود والمأمول فيكم أن تأخذوا هذه المنطقة الثرية بمقوماتها المتعددة إلى العامل الأول وتأصيل دورها الايجابي في صنع الحضارة الإنسانية عطفا على أدوارها الحضارية الرائدة عبر التاريخ وهاهي المملكة شأن شقيقاتها دول الخليج تنحو في الاتجاه ذاته بتأسيس أكثر من مركز بحثي يأتي على رأسها المركز الملحق بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية . وفي ختام كلمته عبر سمو الأمير خالد الفيصل عن شكره لجامعة أم القرى على سعيها المتعاقب بطرح أكثر القضايا المهمة في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي كما عبر عن شكره للمشاركين في الندوة سائلا الله جل وعلا التوفيق والسداد في خدمة الخليج والإنسانية . عقب ذلك قام سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بتكريم الجهات الداعمة لهذه الندوة ثم تسلم سموه هدية تذكارية من مدير جامعة أم القرى عبارة عن موسعة علمية من إصدار الجامعة . تجدر الإشارة إلى أن الندوة ستستكمل جلساتها مساء اليوم حيث تبدأ بجلسة تتحدث فيها صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوه الفيصل بن عبد العزيز عن تجربة كلية عفت في مجال البحث العلمي وذلك بمقر الطالبات بحي الزاهر ويرأس الجلسة الدكتورة وفاء المزروع من جامعة أم القرى 0