أحسن صنعاً مجلس الشورى ، بإنشاء إدارة جديدة تعنى بالتواصل مع المواطنين ، هذه المبادرة بالطبع لن تكون الأخيرة في حزمة الاصلاحات وبرامج التطوير المستمر. وهي تأتي منسجمة مع تطلعات القيادة بأن يكون المجلس قريباً من المواطن ، وأن يقدم أعضاء المجلس إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ما يرون فيه مصلحة للوطن والمواطن. إن تمكين المواطن في الوصول إلى مجلس الشورى ، ليس فقط ارسال رأيه مكتوباً عبر البريد العادي أو البريد الإلكتروني ، بل وجهاً لوجه للاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم ومناقشتها باستفاضة يكسر في حقيقة الأمر جبل الجليد ، وجدار الصمت الذي كان مضروباً بين المجلس والمواطن ، هذا التوجه الجديد يرسي قاعدة المشاركة في صناعة القرار ، وبلورة الأفكار التي قد تكون غائبة عن البعض ، فالتجارب الواقعية والحية ، تضيف من الرصيد المعرفي لأطراف الجهة المستهدفة الشيء الكثير ، زد على ذلك تجسر هذه المبادرة الهوة بين المسؤول والمواطن ، وتخلق علاقة أخوية بين الجانبين ، تصب في نهاية الأمر في مصلحة الوطن والمواطن. حلقة التواصل الجديدة تتيح رصد المشكلات والمعاناة عن قرب ، وهو ما يفضي إلى حلول سريعة ناجزة دون حواجز أو سواتر ، أو بروقراطية مقيتة تذهب بالعرائض المطالبية ، أو أصوات المواطنين ، إلى مواعيد بعيدة جداً ييأس معها صاحب الطلب بمرور الأيام. إنشاء إدارة وليدة تعنى بهموم المواطنين ، نافذة جديدة للأمل ، وبوابة للتواصل المباشر مع المسؤول والمواطن.