يا كلَّ شيء من زمنْ حتى الحُزُنْ مثل الكواكب والنُّجوم أو الشموس أو القمر ولكلِّ عصرٍ أمَّةٌ ولكلِّ مخلوقٍ وطن فوق السحائب ما يخيف ترى هيوليًّا قديمْ وترى مجرات عظامْ ترى السعود ترى النحوس ترى الجهامة والعبوسْ مَدٌّ رحيبٌ من قتامْ كالظلِّ في عمق الظلامْ كالصمتِ من حبس الكلامْ وترى نفوساً من نفوسْ كلٌّ قد احتقبَ الحياهْ من هَمُّهُ مالٌ وجاهْ ومن استَحَلَّ حمى الحياة ومن ارتضى صمتَ الشفاهْ حتى تقاسَمَهُ أساهْ يا كلَّ شيء ممتحنْ حتى الزمنْ حتى الدمنْ حتى النزاهة والفطنْ شيءٌ تحيَّر في العقولِ وفي البدايةِ في الأفولْ شيء يقول ولا يقولْ سرٌّ إلى الغيب ارتهنْ وهناك ينحدر الزوالْ هناك ينتصب المحالْ يا سرَّ آياتِ الجلالْ خضعتْ تلالْ كبرت رجالْ صغرتْ نمالْ عصفت رمالْ الكونِ يغْشَاهُ انبهارْ ما بعده الاَّ الزَّوال أنسيتهُ حتى الألمْ آهاتُهُ صوتٌ قديمْ أصداؤه خوف وهمّ أمشي على جمر الثرى ولكم تحرَّقت القدمْ ونسيتُ إلا أنت والذكرى ووجهاً في رواقاتِ الحَرَمْ وعرفتُ بعدَ البعدِ مَنْ صانَ الوفاءَ ومن تَظَلَّمَ وانظلمْ دنياً النِّقم لا عطفَ فيها أو ندم أرسم من الفكر الخيال وخذ من الدَّهرِ الحِكَمْ أدعوك إحساس الشقاءِ لوقفةٍ لا تنتقمْ فالبحر طاغٍ والأعاصيرُ تَولَّت بالنِّعَمْ جاء الصباح فأينها تلك النسمْ ؟ لم يبق شيء للزوابع ينحطمْ إلا دبيبٌ أو هديرٌ أو حممْ المقبل الطوفان يستحيي العدمْ فعلامَ أستجدي الكرمْ وعلامَ أستعدي الظُّلَمْ وعلامَ أحفل بالأنينِ علامَ أسترضي البُهَمْ سَمْعٌ يحيط به الصممْ عمرٌ يؤرِّخُ ما انهدمْ ورجعتُ أنسى ما حفظتُ وما كتبتُ عن القِيَمْ كلٌّ له همٌّ وفمّ ولكلِّ عقلٍ ما حكمْ ما عدتُ أحفلُ بالقممْ صادقتُ أحضان السرابِ أسير مجبول الهِمَمْ وأفقت من وهم الحلمْ وأقمت كالطود المنيعِ رفضتُ أعذار الألمْ دنيا تعيش وتلتهمْ سحقتْ أُمَمْ هضمت رمم منذ ابتداءاتِ الزمانِ هي التي لَم تنفطمْ إلا إذا حانَ القضاءُ وجاءها يوم العدمْ فكأننا لم نبتدِ وكأننا لم نختتمْ أو أننا حلم جميل أو كتاب من قِدَمْ أو أننا سرٌّ من الأسرار في هذا الهيوليُّ الخِضَمْ