أكد عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز عبد الرحمن بن عثمان الملا أن التراث يمثل بحق الذاكرة الحية للأمم ومن خلاله تستحضر الأمة إنجازات أجيالها المتعاقبة عبر مسيرتها الفكرية والحضارية والعمرانية، وتدرك مقدار ما أسهمت به في العطاء الإنساني والتطور البشري، فتعرف بذلك قيمتها بين الأمم ومكانتها على خريطة العمران. وقال الملا في كلمة له بمناسبة فعاليات معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط المقام حاليا بمقر دارة الملك عبدالعزيز : إن مما نحمد الله جل شأنه عليه أن المملكة العربية السعودية وهي تسير بخطى حثيثة ومتسارعة في تبوءِ مكانتها اللائقة بها قد أولت قضية إحياء التراث عناية بالغة فعملت على جمعه بمختلف الوسائل والسبل وتعهده بالصيانة والترميم، وإبرازه وتيسير الاطلاع عليه للباحثين والدارسين وطلبة العلم وعشاق المعرفة على اعتبار أن الاهتمام بالتراث والعناية به ودراسته واستثماره فكريا وثقافيا واقتصاديا أصبح أحد الأسس التي ينطلق منها الحراك التنموي على مختلف الصعد، وأهمها دون ريب استثمار العقول والمواهب والطاقات البشرية، فأنشأت لهذا الغرض الهيئات والجمعيات المتخصصة والمكتبات ومراكز البحث . وأضاف أن دارة الملك عبدالعزيز تقف في طليعة هذه القنوات الأكاديمية والعلمية فقد أصبحت من أهم الدوائر المضيئة بوهج المعرفة بما تبذله من جهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصادر تاريخ وتراث المملكة والجزيرة العربية ولمّ شتاته من أرجاء الدنيا إلى جانب استخراج ما في الزوايا من خبايا محلية، وتوثيق هذه المصادر وتصنيفها وإتاحتها للراغبين الاطلاع عليها والإفادة منها. وأبان أن معرض تراث المملكة المخطوط يقع ضمن منظومة الأنشطة التي تقدمها لخدمة التاريخ الوطني ومآثره الفكرية ، ولا شك أن هذا اللون من التراث يمثل الوعاء الأوسع والأكثر عمقاً لمجمل التراث فهو لسانه الناطق والمعبر عن قيم الأمة ومعارفها وعلومها وما أبدعته قرائح أجيالها من ألوان الفنون والآداب. وأكد أن التراث المخطوط لا يقتصر على مجرد الكتب ، فهناك النقوش والمدونات على المواد المعمارية والتراثية، وكذلك الوثائق التاريخية والشخصية كالعقود التجارية والعقارية والوقفيات والوصايا وغيرها مما يلقي الضوء على حياة أهل البلاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وقال إن الدارة حين تقيم هذا المعرض فإنه يأتي ضمن إستراتيجية وطنية متكاملة يتم تنفيذها ضمن فعاليات وأنشطة متعددة غايتها إعداد المواطن الواعي والارتقاء به، ونلمس ذلك بوضوح فيما أجملته الدارة من الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها هذا المعرض، ومنها: إبراز تراث المملكة العربية السعودية المخطوط وإتاحته للباحثين والمهتمين وزيادة الوعي المعرفي بالمخطوطة وأهميتها التاريخية والعلمية وأساليب حفظها والعناية بها، وتحفيز الجهات المعنية على نشر فهارس لهذه المخطوطات ليسهل الاطلاع عليها وكذلك التعريف بالخدمات التي تقدمها الدارة في هذا الحقل. ودعا الملا في ختام كلمته المواطنين إلى تزويد المعرض بما لديهم من المخطوطات التراثية إن وجدت ولو على سبيل الإعارة ليتم عرضها ضمن محتويات المعرض لتعم الفائدة.