تتجه الانظار الى مباراة القمة بين منتخبي ايران وكوريا الجنوبية اليوم على ملعب نادي قطر في ربع نهائي كأس آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم المقامة في الدوحة حتى 29 الجاري. ونال كل من المنتخبين نصيبا وافرا من الترشيحات بعد نتائجه وعروضه في الدور الاول، ولكن الحديث عن اللقب سابق لأوانه اذ يتعين على المنتخبين تقديم افضل ما لديهما اولا في ربع النهائي قبل ان يعبر الفائز الى الدور المقبل. يحن منتخب ايران الى الالقاب في كأس اسيا التي خطب ودها ثلاث مرات متتالية اعوام 1968 و1972 و1976، وفشل لاحقا في اعادة الوصل معها او حتى في الوصول الى المباراة النهائية. لكن حنين المنتخب الكوري الجنوبي باللقب لا يقل شأنا اذ انه توج بطلا للنسختين الاوليين عامي 1956 و1960، ثم عجز عن فرض ذاته رقما صعبا في القارة الاسيوية رغم وصوله الى النهائي ثلاث مرات أعوام 1972 (خسر امام ايران 1-2) و1980 (خسر امام الكويت صفر-3) و1988 (خسر امام السعودية 3-4 بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي). وللمنتخبين صولات وجولات ايضا في نهائيات كأس العالم، فقد وصلت ايران الى هذا المحفل العالمي ثلاث مرات اعوام 1978 و1998 و2006 لكنه فشل في اجتياز الدور الاول، في حين ان كوريا الجنوبية هي خير ممثل اسيوي في المونديال ويكفي انها شاركت في النسخ السبع الاخيرة. ويبقى افضل انجاز آسيوي في نهائيات كأس العالم مسجلا باسم منتخب كوريا الجنوبية في النسخة التي استضافتها مع اليابان عام 2002 حين بلغت الدور نصف النهائي قبل ان تحل رابعة. قدم المنتخبان عروضا لافتة في الدور الاول من البطولة الحالية، واظهرا قدرات واضحة للمنافسة على اللقب، فحصدت ايران العلامة كاملة بفوزها بمبارياتها الثلاث على العراق حامل اللقب 2-1 وكوريا الشمالية 1-صفر والامارات 3-صفر، وحلت كوريا الجنوبية ثانية في مجموعتها بفارق الاهداف خلف استراليا بتعادلهما 1-1 وفوزها على البحرين 2-1 والهند 4-1. لكن امنيات مدرب منتخب ايران افشين قطبي بتجنب مواجهة نظيره الكوري الجنوبي في ربع النهائي لم تتطابق مع الواقع لان فارق الاهداف بين كوريا واستراليا حال دون ذلك، وبالتالي يتعين عليه وضع التكتيك المناسب لمواجهته. وقال قطبي: “فريقي في أفضل حالاته الفنية والمعنوية، فنحن جاهزون لمواجهة اي منتخب مع انني شخصيا كنت افضل تجنب مواجهة كوريا الجنوبية بانتظار مراحل متقدمة اكثر في البطولة”. وقد تلعب مواجهة ايران مع كوريا الشمالية في الدور الاول دورا بارزا في خطط قطبي، لكن الفارق في الفعالية شاسع جدا بين الكوريتين رغم تشابه الاسلوب العام للعب. ففي حين فشلت كوريا الشمالية في تسجيل اي هدف في ثلاث مباريات، فان كوريا الجنوبية هزت الشباك سبع مرات، وتضم لاعبين مؤثرين قادرين على الوصول الى المرمى في اي لحظة ابرزهم كو جا تشول الذي يتقاسم صدارة الهدافين مع البحريني اسماعيل عبد اللطيف برصيد اربعة اهداف لكل منهما حتى الان. وفضلا عن تشول، يبرز في الكتيبة الكورية تشا دو ري وبارك جي سونغ وجي دونغ وون ولي جونغ سو وكي يونغ يونغ. ويتعين على مدرب كوريا الجنوبية تشو كوانغ راي ايضا التعامل مع المنتخب الايراني بشكل مختلف بعد ان اظهر خطورته امام المرمى وايضا ارتفاع معدل اللياقة البدنية للاعبيه. وكان قطبي اطمأن على مستوى اللاعبين الاحتياطيين الذين اشركهم في المباراة الثالثة امام الامارات بعد ان كانت ايران ضامنة التأهل الى ربع النهائي، ثم اختبر مدى فعالية لاعبيه الاساسيين محمد نصرتي وغلام رضا رضائي اللذين حسما النتيجة فور نزولهما في الشوط الثاني. تضم التشكيلة الايرانية فضلا عن رضائي ونصرتي عددا من الاسماء البارزة كخصرو حيدري وهادي عقيلي وجواد نيكونام وهادي عقيلي وايمان مبعلي ومحمد نوري وبيجمان نوري. وسيفتقد المنتخب الايراني جهود مهاجمه اراش افشين لنيله انذارين. قطبي “ابدى سعادته لانهاء الدور الاول بثلاثة انتصارات”، متمنيا “ان يواصل اللاعبون تقديم مستويات جيدة”. وتابع “اتطلع الى المباراة ضد كوريا الجنوبية واعتقد بأنها ستكون مباراة مثيرة جدا خصوصا اننا غالبا ما نتواجه معها في هذه البطولة، فلا مباريات جيدة في كأس اسيا اذا لم تتواجه ايران وكوريا الجنوبية”. وعن سر تطور مستوى منتخب ايران من مباراة الى اخرى قال “اعتقد بانه امر طبيعي لمنتخب يشارك في بطولة ولم يحصل على فرصة كافية للاعداد ان يتحسن مستواه من مباراة الى اخرى، خصوصا بعد ان تخطى مشكلة مرض عدد من اللاعبين”، مضيفا “لقد وضعنا اسلوبا خاصا بالمنتخب الايراني لكي يحافظ على الانضباط الفني والتنظيم في كل المراكز بغض النظر عن اسم اي لاعب يكون على ارض الملعب”.