زار المشاركون في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم أمس مصنع كسوة الكعبة المشرفة ومعرض عمارة الحرمين الشريفين بمكةالمكرمة الذي تشرف عليه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، وذلك ضمن البرامج الثقافية التي أعدتها الأمانة العامة للمسابقة للمشاركين فيها. وفي مستهل الزيارة تجول المشاركون في أقسام المصنع واستمعوا إلى شرح مفصل عن المراحل التي تمر بها صناعة الكسوة . بعد ذلك قاموا بزيارة عمارة الحرمين الشريفين التي تعد علماً فريداً من نوعه على مستوى العالم لكونه يختلف بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين , وتجولوا في المعرض وفي القاعات التي تحتويها العمارة التي اشتملت على المعروضات من المصاحف والمخطوطات والمجسمات القديمة الثمينة ، والقطع الأثرية ، والنقوش الكتابية ، إلى جانب الصور النادرة للحرمين الشريفين . كما اطلع المشاركون في المسابقة على العديد من مقتنيات الحرمين الشريفين التي تمثل مختلف العصور الإسلامية بدءاً بالعصر الأموي وانتهاءً بالعصر السعودي الزاهر الذي شهد أعظم الإنجازات وأضخم مشروعات توسعة الحرمين الشريفين وأرقى الخدمات المقدمة للحجاج والزوار والمعتمرين . إلى ذلك نظمت اللجنة الثقافية لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في إطار البرامج الدعوية والثقافية المصاحبة للمسابقة، زيارة ترفيهية لاحدى الاستراحات بمكةالمكرمة، حيث قضوا فيها بعض الوقت في الراحة والترفيه، كما نظمت لهم المسابقات الثقافية الخفيفة، ومارسوا بعض الألعاب الكروية، والرياضات البدنية، وتبادلوا الأحاديث والنشاطات الخفيفة، كما تناولوا المرطبات والمشروبات الساخنة. وبعد صلاة المغرب استمع المشاركون في المسابقة إلى كلمة وعظية ألقاها فضيلة الشيخ عبدالله بن منيع العبدلي شرح فيها حديث أنس بن مالك عن الأعرابي الذي جاء للرسول - صلى الله عليه وسلم - وسأله (متى الساعة؟) وبعد صلاة العشاء أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة ، بديء بتلاوة آي من الذكر الحيكم ، ومجموعة من التلاوات لعدد من المتسابقين ، ثم ألقى رئيس اللجنة الثقافية في المسابقة الشيخ محمد ميرزا كلمة عبر فيها عن أمله أن تتكرر مثل هذه المناسبات السعيدة التي تقام ضمن فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ، كما رحب فيها بجميع المتسابقين الذين يتنافسون في هذه المسابقة القرآنية في مهبط الوحي ، وقبلة المسلمين مكةالمكرمة. وأكد الشيخ محمد ميرزا أن وزارة الشؤون الإسلامية تتشرف بتنظيم هذه المسابقة كل عام، معبراً عن أمله أن تكون اللجنة الثقافية وغيرها من اللجان العاملة في هذه المسابقة قد حققت جزءاً من المأمول الذي كان ويظل يوجه به معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعيز آل الشيخ. بعد ذلك ألقى فضيلة الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة عبر فيها عن سعادته الكبيرة لإقامة المسابقة لأول مرة في المسجد الحرام منذ اثنين وثلاثين عاماً، وقال: إن تنظيم المسابقة في أروقة المسجد الحرام سر منه الكثير، وأبهج حفاظ كتاب الله - عز وجل - وهذا من الخير الكبير الذي يسره الله - عز وجل - لقيادة هذه البلاد المباركة، ومسؤوليها ممثلة في معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الذي سعي بأن تكون هذه المسابقة بالمسجد الحرام ، وهذا شرف وفخر سر به الجميع. وأوصى فضيلته حفظة كتاب الله أن يواصلوا حفظه وخصوصاً أولئك الذين لم يكملوا حفظ القرآن الكريم بعد عودتهم إلى بلادهم سالمين بإذن الله - كما دعا الحفظة إلى أن يتدبروا ويتعاهدوا القرآن وأن يتدبروا آياته ، وأن يفهموا معانيه فما أعظم القرآن الكريم في صدر المؤمن وهو يردده ليل نهار. عقب ذلك القى فضيلة رئيس لجنة التحكيم الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري كلمة تحدث فيها عن فضل القرآن الكريم وأثره على حامله ، وقال: إن القرآن الكريم يحمل صاحبه على الخلق الحسن، والالتزام بما جاء في آياته عملاً وقولاً وأخلاقاً وسلوكاً. وأكد فضيلته أن حفظ القرآن الكريم بداية الطريق في العمل القرآني ، فميدان القرآن ميدان فسيح وأعماقه لاتدرك أغواره، فمن حفظ القرآن فقد وفق إلى خير، وعرف الطريق وهذه هي أول عتبات العلم ، ناصحاً الشباب الإسلامي والحفظة أن يقبلوا على القرآن الكريم وأن يواصل المسيرة وما هذه المسابقة إلا تكريم للمتناقسين، وهي بداية الطريق نحو درجات الرقي، والارتفاع بالقرآن الكريم وعلومه المختلفة. بعد ذلك ألقى المتسابق محمد بن سعيد الحارثي من سلطنة عمان قصيدة شعرية، وفي نهاية الحفل سلم الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح الجوائز للفائزين في المسابقات الثقافية التي نظمتها اللجنة الثقافية خلال أيام المسابقة، وهي عبارة عن أجهزة حاسب آلي محمول، وساعات يدوية ، وحائطية ، كما قدم درعاً تذكارياً لرئاسة شؤون الحرمين الشريفين لجهودها في دعم المسابقة. ومن جهة أخرى، عبر عضو لجنة المسابقة الإندونيسي احسان ساخو محمد عن بالغ سعادته بمستوى المتنافسين في المسابقة من خلال ما شهده أثناء مشاركته عملية الاستماع للمتنافسين، واصفاً تلك المستويات بأنها متفاوتة وتتراوح ما بين الجيدة والممتازة، وقال: لقد استمعت إلى العديد من قراءات المتنافسين ، ووجدت تلاواتهم مستواها لا بأس بها، ولم أجد المتميز ، ولكن بعضهم لديه تلاوة شجية وندية، متمنياً أن يولي المتنافسون اهتماماً أكثر في طريقة التلاوة وحسنها. وأبان الحكم الإندونيسي في تصريح له : أن أسهل الطرق في حفظ القرآن الكريم هو أولاً الاخلاص لله تعالى في القول والعمل، وضرورة فهم معاني القرآن الكريم قبل البدء في عملية الحفظ، وبعدها اتباع عدد من الوسائل: أولها : تلاوة آيات معينة من القرآن الكريم خمس أو عشر مرات مع التركيز الذهني، ثانيا: تكرار ذلك عدة مرات لنفس الآيات نظراً ثم غيباً عن ظهر قلب، حتى يحس في نفسه أنه حفظها عن ظهر قلب من دون النظر إلى المصحف ، عندها يرى أن الآيات قد تمثلت في ذهنه وتمكنت منه. وأضاف أن أسهل الطرق في تجويد القرآن جمع الأمثلة الكثيرة ذات الحكم الواحد، مثل عملية الإخفاء والإقلاب وما إلى ذلك ثم يؤمر التلاميذ بقراءة تلك الأمثلة مع الإتقان والاحكام ثم في النهاية توضع القاعدة التي توضح تلك الأمثلة، أما بالنسبة لأسهل الطرق في تفسير القرآن الكريم هي معرفة الأهداف العامة لكل سورة، ثم معرفة الألفاظ الغريبة، وأصول تلك الألفاظ كما في معجم المقاييس وبالاختصار: من الإجمال إلى التفصيل. وأكد عضو لجنة تحكيم المسابقة أن اقامة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية في أروقة الحرم المكي الشريف لها ايجابيات كثير منها: ربط المشاركين بالمسجد الحرام وفيه ما فيه من الأجر ، ثانيا: اشتياق المسلمين وبالأخص المشاركين في المسابقة أداء صلاة الجماعة في المسجد الحرام ، ومن أجله جاءوا إلى هذا البلد الحرام ، ثالثاً كثرة مشاهدي جلسات الاستماع ومتابعة المسابقة.