اعتبر عضو لجنة تحكيم المسابقة أستاذ القرآن الكريم بكلية أصول الدين بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور سعود عبدالعزيز الغنيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ كتاب الله وتلاوته من أبرز المسابقات وأعظمها وأقدمها ، فهي في دورتها الثانية والثلاثين وهذا يدل على عراقتها وعلى مكانتها ورسوخها وأعناق المسلمين وأنظارهم دائماً تشرئب وتنظر إلى هذه المسابقة لأنها تعقد في مكةالمكرمة أولاً، وكذلك خاصة في هذه السنة أنها بثت وعقدت في أروقة الحرم المكي وهذا زادها تشريفاً ومكانة وكذلك حباً في قلوب المسلمين، ولا يخفى ما نراه في وجوه المتسابقين الذين يتلون القرآن الكريم ، ما نراه في وجوههم من بشاشة وفرح وبهجة لما هم في هذا الموقع وفي هذا المكان. أما طريقة حفظ القرآن ، فقال فضيلته : إن حفظ القرآن الكريم أمر عظيم وليس باليسر وإذا أخذه الفتى وهو صغير يكون أفضل لكنه لا يحرم من الكبير فكبار السن باستطاعتهم حفظ القرآن ، وقد وجد في واقع الناس من حفظ القرآن وهو فوق الخمسين رجالاً ونساء، وكلنا يعرف هذا الأمر ، فالقرآن ميسر، ويقول سبحانه وتعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) والتيسير ميسراً في حفظه وفي تلاوته وفي فهمه وفي كل شأنه، فلا ينزل من رب العالمين أمر عسير على الناس وإنما هو كله يسر وكله خير. وأضاف الدكتور الغنيم أن المسلم والطالب والباذل يجب أن يبذلوا جهدهم فيه وأن يخلصوا النية لله سبحانه وتعالى ويقسموا وقتهم تقسيماً جيداً ولا يجعلوا للقرآن فضلات الأوقات ، إذا فرغوا من وقتهم فرغوا من عملهم فرغوا من شأنهم التفتوا للقرآن لا ، وإنما يعطى القرآن أصول الأوقات ، وأثمنها وأفضلها ، فإذا حفظ ، أمن الله سبحانه وتعالى على الحافظ بحفظ القرآن ، فبقي عليه المحافظة عليه. ومضى فضيلته يقول: إن المحافظة على القرآن تأتي عن طريق التعاهد لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بذلك أن نتعاهد القرآن ، وأن نقرأه دائماً، في صلواتنا في جلوسنا في ركوبنا في السيارة في كل مكان ، إذا كان الإنسان حافظاً لكتاب الله فهو يحفظ خيراً كثيراً، ويجمع في صدره خيراً كثيراً مما عليه إلا أن يتعاهده دائماً وبدقة، فالقرآن يؤخذ بالتلقى كما كان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة القرآن ، والصحابة أخذ عنهم التابعون والتابعون أخذ عنهم من جاء بعدهم ، وأخذ القرآن جيل بعد جيل حتى وصل إلينا ، فقارىء في المشرق يقرأ الحرف كما يقرأه قارىء في المغرب، وهذا دليل على عظمة القرآن وعلى مكانته ، وعلى أن الله سبحانه وتعالى متكفل بحفظه أن تبقى الصفة التي قرأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا أمر عظيم . وعن مستويات الطلاب ، أفاد عضو لجنة تحكيم المسابقة السوري أن مستوياتهم تتفاوت بعضهم مستواه راقٍ جداً ، والبعض أقل من هذا وذلك حسب العناية لأن من اعتنى به أهله واعتنت به بلاده فإنه يأتي بأداء جيد وأداء حسن ، وأداء متوافق تماماً مع أصول التلاوة والإقراء. أما عضو لجنة تحكيم المسابقة الشيخ ماهر حسن لطفي المنجد من سوريا يقول: ان الحفظ العام لدى المتنافسين بشكل عام مستواه جيد، وعندنا مستويات في الحفظ متفوقة، كما يوجد متسابق لم يخطىء ولا خطأ، أما بالنسبة للتجويد فهناك بعض الضعف خصوصاً أن بعضهم يغلب عليه مسألة النغم عند الاشتغال بأحكام التجويد مما يؤدي إلى ضياع كثير من الأحكام. وأوضح الحكم السوري أنه بالنسبة لأسهل الطرق لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده وتكون نبراساً للطلاب المعنيين بحفظ كتاب الله عز وجل أننا نسعى لهذا الأمر لأن لطالب القرآن الكريم أولاً أن يبتعد عن أي شيء يغضب الله تعالى واجتناب ما حرم الله والصبر يعني الصبر، فالقرآن الكريم ليس أمراً سهلاً لا ينال في يوم أو يومين أو سنة أو سنتين أو أكثر ، فالأمر يحتاج إلى الصبر والمثابرة، وضبط التلاوة ما استطاع. ومن ناحيته ، أشاد عضو لجنة تحكيم المسابقة الشيخ الشحات السيد حسن شاهين من جمهورية مصر العربية بالتنظيم الراقي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم المقامة حالياً في المسجد الحرام بمكةالمكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، معرباً عن بالغ سعادته بإقامة هذه المسابقة في الحرم المكي الشريف لأول مرة في تاريخها. وقال الحكم المصري - في تصريح مماثل: إن المسابقة وهي في ضيافة الحرم المكي الشريف بتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية لهي دليل على تقدم وتطور المسابقة ووجدت القبول والبركة، مؤكداً أن هذه الخطوة تشجع الشباب والناشئة على حفظ كتاب الله تعالى ، منوهاً بجهود وزارة الشؤون الإسلامية في الإعداد والترتيب لهذه المسابقة التي أدخلت الفرح والسرور في قلوب الطلاب المشاركين في المسابقة، داعياً الله تعالى للقائمين عليها بالتوفيق والسؤدد، وأن يجزيهم خير الجزاء. وعن مستويات المتسابقين ، قال الشيخ الشحات شاهين: إن الحفظ متفاوت ويعني يوجد من هو متوسط ومن هو جيد جداً ، ومن هو ممتاز ، مبيناً أنه شارك في العديد من المسابقات القرآنية كحكم في ليبيا والمغرب والأردن، وقال المرة الأولى التي أشارك في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم كعضو لجنة تحكيم.