واصلت مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الثانية والثلاثين فعالياتها امس، بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة، وقد بلغ عدد من استمعت إليهم لجنتا تحكيم المسابقة حتى أمس (101) متسابق في جميع الفروع، منهم (16) في الفرع الأول، و(22) في الفرع الثاني، و (29) في الفرع الثالث، و(21) في الفرع الرابع، و (13) في الفرع الخامس. ومن ناحية أخرى نوه فضيلة عضو لجنة تحكيم المسابقة الشيخ الدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري بعقد المسابقة لأول مرة في رحاب بيت الله العتيق ، وقال: إن هذا تم بفضل الله - عز وجل - ثم بجهود الاخوة الذين اجتهدوا وأعدوا وبذلوا جهودهم لأجل تنظيم هذه المسابقة في هذا المكان ، ولا يخفى أن لهذا المكان طبيعته وخصائصه التي قد اختصها الله تعالى ولله الحمد استطاع العاملون في وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد أن يذللوا المصاعب بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين حتى تقوم هذه المسابقة في أجواء آمنة ومطمئنة. وقال فضيلته - في تصريح له بهذه المناسبة : إن اقامة المسابقة في هذا المكان وفي هذا الشهر الحرام أيضاً له دلالاته وله ملامحه التي لا تتوفر لأي مسابقة عالمية أخرى فمهما امتازت المسابقات بما فيها من مزايا إلا أنها تبقى هذه المسابقة تختص بهذه البقعة المباركة، وهذا المكان المقدس الذي لا يتوفر للمسابقات الأخرى، فلهذا المتسابقون يسابقون سواء من العالم العربي أو غيره للمشاركة أو المنافسة في هذه المسابقة ليحظوا بجوار بيت الله العتيق. وأضاف الدكتور الدوسري أن المسابقة وهي تنطلق ولله الحمد بيسر وسهولة واطمئنان وفي أجواء روحانية في بيت الله الحرام ومع انه في كل يوم كان الوقت طويلاً يتم فيه الاستماع إلا انه ولله الحمد كانت الحشود كثيرة وكان المصلون والذين حضروا هذه المسابقة من المتسابقين وغيرهم كانت لهم شهود كبيرة وكانوا يستمعون إلى كتاب الله عز وجل وينصتون إلى تلاوة المتسابقين المتنافسين على مائدة كتاب الله عز وجل دون ملل ودون كلل ولا شك أن لهذا دلالاته وانطباعاته ، مشيراً إلى أن هذه تعجز العبارات ان تعبر عن تلاوة كتاب الله عز وجل في بيت الله عز وجل في شهر الله المحرم ، وهذا يذكرنا بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده. كما نوه الدكتور الدوسري بنقل فعاليات المسابقة عبر وسائل الاعلام وفيما نعلمه أن هناك متابعات جادة وحضوراً عالمياً كبيراً جداً عبر الانترنت ، والتلفزيون السعودي وغيره من القنوات الأخرى التي نقلت فعاليات ، ومناشط هذه المسابقة ، فكان ولله الحمد هنالك تفاؤل ، وأن لهذا دلالاته والحقيقة أن البيوت والأسر بأفرادها من رب الأسرة أيضا الزوجة والأبناء والبنات أيضاً هؤلاء ينظرون إلى المسابقة ، و لا شك أنها تحفزهم على أن يهيئوا أبناءهم وبناتهم للعناية بكتاب الله عز وجل والاهتمام بحفظه والمسابقات ولله الحمد الآن انتشرت سواء على مستوى البنين أو أيضاً على مستوى البنات، وكما هو ملاحظ في مسابقة الأمير سلمان للقرآن الكريم التي تختص بالبنين والبنات و هذه المسابقة الخاصة بالبنين ، والمسابقات كل مسابقة لها خاصيتها. وعن مستوى المتسابقين ، قال الدكتور الدوسري: لقد جاءتنا - الحمد لله - مستويات قوية جداً لهذا العام ، وتسابق متسابقون على الصفوف الأولى والمراكز المتقدمة، مبيناً أن هنالك بعض الملحوظات في التجويد لكن بصفة عامة المتسابقون الذين استمعنا إلى تلاوتهم هناك - الحمد لله- بوادر طيبة وهذا شيء طبيعي لأن هذه المسابقة لا يأتي إليها أصلاً المتسابقون من مختلف العالم إلا بتصفيات وبعد مسابقات أولية تسبقها مضيفاً أنه هنا في هذا العام سبق هذه المسابقة تصفية أولية وهذا لم يقع إلا هذه السنة ، فعقدت تصفيات أولية للمتسابقين حال وصولهم إلى مكةالمكرمة للتأكد من حفظهم للأجزاء التي يشاركون فيها ومن ثم من هو قادر يدخل في المناقشة ومن هو ليس بقادر يتوقف عند هذه التصفيات. ووجه فضيلته نصيحته للمتسابقين بقوله: إن هذا القرآن هو الذي أوصلهم إلى هذه البقاع، وأن القرآن رفعهم إلى هذه الدرجة ، وهذه الجهود المبذولة وهذ الاعدادات الكبيرة كلها هي من باب التكريم لأهل القرآن ، فينبغي على حامل القرآن أن يعرف مقدار ما وهبه الله من هذه النعمة ، وان يعرف قيمة ما وهبه الله من هذه النعمة، وهذا يحمله مسؤولية كبيرة جداً لأجل أن يكون قدوة في أخلاقه ، وفى أفعاله ، وفي أقواله ويمتد عطاؤه لأن الله أنعم عليه بتعلم القرآن فينبغي عليه أيضا أن يعلم القرآن وليفوز بالخيرية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وأشار عضو لجنة تحكيم المسابقة يقول: إنه الحمد لله هذه السنة وجدنا من المتسابقين ممن أكرمهم الله تعالى بالتسابق في مكةالمكرمة في أعوام مضت قبل ثلاثين سنة أو خمس وعشرين سنة، بل قبل خمس عشرة سنة من السعودية جاء أحد المحكمين هو كان أحد الطلاب، وهناك آخرون من المتسابقين أيضاً من نيجيريا ومن سوريا كل هؤلاء كانوا يتسابقون وكانوا طلاباً متسابقين فالان والحمد لله وصلوا إلى مرتبة أنهم أصبحوا محكمين ، ولا شك أنه لا يصل إلى هذه المرحلة إلا انسان في الغالب يكون له أهلية وكفاءة وبلغ مرتبة من العلم تؤهله إلى أن يقوم بهذه المهمة. وفي ختام تصريحه نبه فضيلته الطلاب المتسابقين بقوله لجميع المتسابقين عليكم أن تحذوا حذو هؤلاء وأن تعدوا أنفسكم في علوم القرآن وفي القراءات وفي التجويد والتفسير لأجل أن تكونوا أعلاماً تحكمون في مثل هذه المسابقات وفي غيرها.