الاقتراح الذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد اتفاق مرحلي مع الفلسطينيين يستثنى القدس واللاجئين هو اقتراح يعلم سلفاً برفض الفلسطينيين له، وبالفعل قد جاء الرد الفلسطيني واضحاً فيما قاله نبيل ابوردينة المتحدث الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن (أي اقتراح للوصول الى حل مرحلي لن يكون مقبولاً فلسطينياً). كما ان رهان نتنياهو على انه ستكون هناك مبادرة دبلوماسية لاقناع الفلسطينيين بقبول الاتفاق المرحلي رهان خاسر لأن الولاياتالمتحدةالامريكية نفسها غير مقتنعة بطرح نتنياهو وجاء ذلك في ما ادلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر الذي قال (موقفنا واضح.. مازلنا نبذل جهداً كبيراً مع الأطراف لتحقيق اتفاق اطار يتعلق بجميع القضايا الرئيسية). والقضايا الرئيسية بالطبع تعنى القدس واللاجئين فالقدس ارض محتلة والولاياتالمتحدةالامريكية تعترف بذلك ولازالت ترفض نقل سفارتها الى القدس رغم أن اسرائيل تزعم انها عاصمة ابدية لاسرائيل .. كما ان قضية عودة اللاجئين قضية رئيسية والعودة حق تضمنه قرارات الشرعية الدولية، فلابد من نقاش هذا الامر والوصول فيه الى رأي حاسم.. ولكن نتنياهو لا يريد الا التهرب من السلام ومستحقاته فبالأمس اعلن استمرار الاستيطان واليوم يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل فهو يتهرب من قضايا اساسية ويطالب الفلسطينيين بما ليس مطلوب اصلاً.. وطرح نتنياهو يؤكد انه لا يريد السلام ولا يسعى اليه ولكن الصمت الامريكي على ذلك ليس مبرراً وليس مقبولاً خاصة في ظل الوعد بالعمل على قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل في سلام.