العاطفة فطرة خلقها الله في كثير من الكائنات الحية من رعاية الابناء والمحافظة عليهم وحمايتهم حتى يسلك الابناء حياتهم الخاصة والانسان من اول هذه الكائنات حيث ميزه رب العزة بالعقل والتطور العاطفي جزء من العقل والتفكير والادراك ومن أهم العوامل التي تؤدي الى مساعدة الطالب على اكمال تعليمه والتميز هو التطور العاطفي والتربوي والنفسي والاجتماعي، لذا فإن دور المدرسة والاسرة مهم في تحديد الطلاب الذين يعانون من مشكلات سلوكية وأمراض نفسية والتأكد من حصولهم علىالمساعدة اللازمة، اذ يؤكد علماء الاجتماع أن كثيراً من المشكلات التي تؤدي الى صعوبة التعلم من المشكلات التي يعود منشؤوها نفسياً او تربوياً او اجتماعياً مما يتطلب تعاون المدرسة والمنزل للوصول الى علاج ووقاية منها وللوصول الى مظاهر التطور النفسي والعاطفي للطفل في سن الدراسة لابد من تحديد المرحلة العمرية فخلال 6 7 سنوات يتجاوب بانفعال شديد مع الامور قبل الفرح او البكاء بصوت عال ولديه خوف من المدرسة، كما ان علاقاته مع زملائه قصيرة الامد، ويلجأ الى الكذب احياناً للتغلب على الصعاب او من أجل العناد، ومن 7 9 سنوات يبدي اتزاناً عاطفياً أكبر ولكن يتشاجر بسرعة ويثور ويعاني الخوف والحذر المنطقي من الأخطار، ولديه قلق الفشل في الدراسة والخوف من الاحراج والفشل بشكل عام وبالنسبة للطالب من 9 11 سنة يكون راضياً ومسروراً عامة ويطور علاقته مع زملائه ويبدى قلقاً بسيطاً من الدراسة ولكن يقلق من فقد والديه او الوحدة. اما في سن 11 سنة يصبح واعياً وحساساً حول تطور جسمه والخوف من فقدان ما يمتلكه وشعبيته ومنزلته، يقوم بتطوير صداقاته مع زملائه ويحاول ان ينمي حلقة من الاصدقاء كحماية اجتماعية ويبدي مزاجية وتوترا احياناً، ثم نأتي الى بعض من المشكلات النفسية ومنها حالات الاكتئاب: في احدث دراسة حول الطلاب والاكتئاب قام بها فريق من جامعة ستوكهولم، اكدت نتائجها أن 15 20% من الاطفال يعانون حالة الاكتئاب وان 49% من الطلاب في سن البلوغ يعانون صعوبة في التعلم وأعراض نفسية، وان الطلاب الذين يعانون هذه الامراض يكون لديهم الاستعداد من ناحية الوراثة والبيولوجية والبيئية ومن اجل تشخيص حالة الاكتئاب لابد من وجود اعراض أو أكثر وهي : (الشعور بالحزن غالبية الوقت، فقدان المتعة في كل الانشطة التي كان يقوم بها في السابق، وزيادة أو نقصان في الوزن والشهية للطعام، الارق وعدم القدرة على النوم، الشعور بالكسل والتعب، الشعور بتأنيب الضمير، وعدم القدرة على التركيز او اتخاذ القرار، التفكير في الموت، الانفصال والتوتر، ويأتي دور المدرسة والأهل من خلال التعرف على الأعراض التي تحدث للطالب في المدرسة ومنها تراجع مستواه التعليمي، والاقلال في المشاركة في الفصل وفقدان الاهتمام بالأنشطة، والامتناع عن مشاركة الاصدقاء في الاستراحات، بل يعيش حالة عزلة وايضاً ينام في الصف مع قلة التركيز والانتباه، وكذلك يكون سلبياً في جميع الأنشطة الصفية، ويغيب عن المدرسة، كما يشعر بألم البطن وفقدان الشهية وألم صداع وألم مفاصل.. ثم تأتي المشكلة الكبرى وهي الطلاق والتي تأتي بمضاعفاتها على الأطفال حيث تأخذهم الى المشكلات العاطفية وتولد عندهم الكثير من الأعراض منها عدم القدرة على التركيز والتراجع والتأخر الدراسي والشعور بالكآبة وسرعة البكاء والغضب وكذلك مشكلات سلوكية مثل العزلة أو مص الاصابع او قضم الاظافر الى جانب الأعمال الفوضوية وسوء التصرف الاجتماعي لذا وجب على المدرسة التحدي لهذه المشكلات والتواصل مع الأسرة لحل هذه المشكلات.