الزيارة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي الى السودان والتقيا خلالها الرئيس البشير ونائبه الاول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تعبر عن القلق لما يمكن ان تؤول اليه الحال في السودان في حال انفصال الجنوب.. اذ ان هناك قلقاً كبيراً ليس على المستوى العربي بل على المستوى الدولي ان ينزلق السودان الى حرب أهلية جديدة يسعى المجتمع الدولي الى تفاديها بقدر الامكان. وعقب الاجتماع اكد البيان الصادر عن هذا الاجتماع على ضرورة احترام نتيجة الاستفتاء اياً كان الخيار وهذا يعني ان على الشمال ان يبارك الانفصال لأنه لم يعد هناك خيار محتمل غير الانفصال. وفي ضوء ما اشارت اليه الأممالمتحدة من موجة نزوح متوقعة الى دول الجوار.. فإن القلق يتصاعد وخاصة لدى دول الجوار مصر ويوغندا وكينيا واثيوبيا التي اشارت التقارير الى انها ستكون قبلة للاجئين في حالة اندلاع حرب جديدة، هذا بالطبع اضافة الى ما اشارت اليه الادارة الأمريكية من ابادة جماعية جديدة متوقعة في الجنوب مع تأكيدها بأنها لن تسمح بها هذه المرة. وكل المؤشرات تشير الى انه في حالة وقوع حرب فانها لن تكون حرباً كسابقتها اذ ان الحرب ستكون بين جيشين نظاميين مع احتمال كبير لتدخل قوى اقليمية ودولية في هذه الحرب وهذا سيناريو معقد لا أعتقد ان الأمور ستنحدر اليه مع ادراك كل طرف للحرب وخطورتها ولذلك من المتوقع بشكل كبير ان يتبدد القلق باعتراف المؤتمر الوطني بالنتيجة المرتقبة وهي الانفصال.